فقال عليه السلام مخاطبا أحد أصحابه: إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}(1).
ثم قال: إن الله عز وجل أكمل للناس الحجج بالعقول وأفضى إليهم بالبيان ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال: {وإلهكم إله واحد لا اله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ومآ أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لأيات لقوم يعقلون}(2).
ثم قال له: قد جعل الله عز وجل ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا فقال: {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}(3)، وقال: {حم* والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}(4)، وقال: {ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}(5).
Página 10