Pioneros del renacimiento moderno
رواد النهضة الحديثة
Géneros
وعند اتباع الحق ما زلت أجدرا
لكل تراني قد قضيت بحقه
وأسأل بارينا الهدى والتبصرا
وهكذا ألقت الحرب أوزارها، واستراحت أقلام شعراء ذلك الزمان.
ولما كان بطرس «كاخية» الأمير ورئيس ديوانه وجب علينا أن نعرف القارئ بنثره الديواني، ولكن ذلك النثر كان يكتب للبشر على مقدار إفهامهم، ولهذا لا يعول إلا على بعض رسائل إخوانية، وقد رأيته في هذه ينحو نحو الخوري الصائغ؛ كتب كرامة يجيب الشاعر الناثر فتح الله الطرابلسي:
غير أنه لما عاندني الدهر «برؤياكم»، واعدني وانتحل مذهب عرقوب بلقياكم. ونأت «أفعال مقاربة» وتدانت «المعمولات» بعوامل «عطف» الفؤاد عليه «عطف نسق» المحتاج إليه ...
إلى أن يقول: وانتصب القلب «بالاختصاص لحبكم»، «وجزم» أن لا يحله غيركم.
ولم يقف عند هذا الحد بل شاء أن يزيد على من تقدموه، فهرع إلى علم العروض فقال: وتحقق أن «طويل» البعاد «بالسريع متقارب»، ولم يزل يعري «الأسباب مقتضبا متدارك». ثم لا يكفي الصرف شره فيقول: ففؤادي «الأجوف بلفيف» حبكم «مقرون»، وشوقي «المتضاعف مزيد غير مهموز» ولا «معلول» إلخ.
ولم يهمل هؤلاء الرواد الموشحات، فلبطرس والأنسي وغيرهما موشحات، وتشطيرات وتخميسات وبديعيات، وهكذا خاضوا غبار كل ما سبقهم إليه «إمامهم» صفي الدين الحلي، ومن جاء بعده من شعراء عصر الانحطاط.
ولست أقول لك، كما قال القدماء: وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، فليس في شعر هؤلاء لآلئ، وإن كانوا جهابذة زمانهم، وشعراء عصرهم. (2-3) ناصيف اليازجي
Página desconocida