Pioneros del renacimiento moderno

Marun Cabbud d. 1381 AH
164

Pioneros del renacimiento moderno

رواد النهضة الحديثة

Géneros

فهل إذا ناديته باسمه

يفيق من سكراته أو يعي؟

وكان الأمير شكيب أرسلان طري العود يوم تطاول إلى مقام البارودي الرفيع، فساجله، وهو في منفاه بسيلان، ولا بأس علي إذا ما أعادني تداعي الأفكار نصف قرن إلى الوراء، وعدنا معا إلى المعهد الذي نشأ بين جدرانه الأمير شكيب أرسلان. ففي ضحى النهضة كنا في مدرسة الحكمة، وكان لا يعنينا غير الشعر وقائليه. كنا ننظمه بلا ملل، ونتبارى فيه بلا وجل، وكان شكيب أرسلان قدوتنا، كان نجمه قد لمع، ثم طبع ديوان شوقي الأول وفي مقدمته ذكر لشكيب؛ فكبر في أعيننا حين قرأنا قول شوقي فيه:

صحبت شكيبا برهة لم يفز بها

سواي، على أن الصحاب كثير

وضخم أمر الأمير شكيب في أذهاننا حتى كنا نفضله على شوقي لولا قصيدة شوقي «خدعوها» التي حفظناها جميعا، ولم نبال بتعنيف معلمنا الخوري «ص» المحافظ على طهارة أجسادنا لنظل هيكلا للروح القدس.

وأول ما أذكره من شعر شكيب هو رثاؤه للبارودي. استقبلني هذا الرثاء عام دخولي مدرسة الحكمة سنة 1904-1905، وقد كان الشيخ رشيد تقي الدين - إمام حلقتنا العكاظية - يتبجح بهذه القصيدة ويردد مطلعها:

يا ناظري ألأيا تذرفان دما

أهكذا عهدنا أن نحفظ الذمما

ويطغي رشيد إذ يبلغ هذا البيت، حتى تخاله الفرات، وقد زعزعته رياح الصيف:

Página desconocida