ملكة شعرية ومعرفة بموازين الشعر وأبحره، ومقاطعه، وله في ذلك مؤلف لطيف، وقد طبع له ديوان شعر مجموع فيه مدائح للرسول ﷺ، وقد عالج أيضًا في شعره موضوعات متعددة، فنظم في الزهد والحث على ترك الدنيا، وعدم الانخداع بها والميول إلى ملذاتها، وحثّ على لزوم الزهد والورع والقناعة.
وقد رويت له مقالات أدبية منثورة في كتبه وكتب التراجم، قد أحصى هو بنفسه مقالاته ومؤلفاته الأدبيات في رسالته (الهبات الهنيات في المصنفات الجعبريات) ق ٦٦/ أ- ٦٧/ ب.
والآن أذكر بعض ما وجدته من روائع شعره وأحسنه، مما أورده العلّامة الصفدي في كتابه الوافي ٦/ ٧٥ - ٧٦. وفيه قوله:
لمّا أعان الله جلّ بلطفه ... لم تسبني بجمالها (١) البيضاء
ووقعت في شرك الردى متحبلًا ... وتحكمت في مهجتي السوداء (٢)
وقوله:
أضاء لها دجى الليل البهيم ... وجدد وجدها مر النسيم
فراحت تقطع الفلوات شوقًا ... مكلفة بكل فتى كريم
قفار لا ترى فيها أنيسًا ... سوى نجم وغصن نقا وريم (٣)
وهذه الأبيات من مقطوعة طويلة في وصف أراضي المشاعر المقدسة والمناسك (٤).
وقد ذكر هو من مقالاته وأشعاره في مؤلفاته (٥).