Roma
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Géneros
وفي ربيع السنة 360 نهض من القسطنطينية لمجابهة الخطر الفارسي، ولدى وصوله إلى قبدوقية سمع بخيانة ابن عمه يوليانوس، فلم يكترث لها؛ لأنه كان يجهل مواهب هذا الزميل الجديد، وكان شابور ذو الأكتاف قد استأنف الحرب فاحتل سنجار، ثم اتجه منها إلى بيت زبدي «جزيرة ابن عمر» على ضفة دجلة الغربية وحاصرها، فحاول قسطنديوس أن يفك هذا الحصار فلم يفلح، وسقطت بيت زبدي في يد الفرس في خريف السنة 360، وأقبل فصل الشتاء فتوقفت الأعمال الحربية ولبث قسطنديوس في أنطاكية، وفيها احتفل بزواجه الثاني بعد وفاة يوسيبية زوجته الأولى.
وكانت حاشية قسطنديوس لا تزال توغر صدره على ابن عمه يوليانوس، بينما خطر الفرس في الشرق يتعاظم، فطلب الإمبراطور إلى ابن عمه القيصر أن يوافيه بأحسن ما عنده من الجند للصمود في وجه الفرس، ويقال إن يوليانوس مال إلى تلبية الطلب ولكن جنوده تمردوا احتجاجا ونادوا به إمبراطورا في باريز في السنة 360. وكتب يوليانوس إلى قسطنديوس يرجو منه الاعتراف بما تم ولكن قسطنديوس أصر عليه أن يتنازل ويثبت الطاعة، فاضطر يوليانوس أن يزحف بجنده على الشرق، وسار قسطنديوس من أنطاكية إلى القسطنطينية فالغرب لمنازلة خصمه، ولكنه مرض وهو لا يزال في طرسوس، واشتد الخطر على حياته فاعتمد بيد أسقف أنطاكية الآريوسي افزويوس، وتوفي على مسيرة يوم من طرسوس في الثالث من تشرين الثاني سنة 361. وأجمل ما يذكر عنه أنه عندما أشرف على التلف أوصى بأن يكون يوليانوس نفسه خلفا له.
الوثنية
وأراد قسطنديوس الثاني أن يقضي على الوثنية فأمر - بادئ ذي بدء - «بأن يوضع حد للخرافات وبأن يستأصل مرض تقديم الذبائح.»
3
ثم أمر بإقفال الهياكل وحظر تقديم الذبائح للآلهة مهددا من يخالفه بالموت وبمصادرة الأملاك، وكان أن احتفل في السنة 357 في رومة بمرور عشرين عاما على تبوئه العرش، فطاف بآثارها ودخل إلى مبنى مجلس الشيوخ وفيه مذبح لآلهة النصر فأمر بهدمه، فأدرك الشيوخ وغيرهم من أعيان الوثنية أن دين الأجداد قارب النهاية.
ولكن قسطنديوس كان آريوسيا متطرفا فأعلنها حربا على النيقاويين الكاثوليكيين الأرثوذكسيين، فاضطهد أثناسيوس الكبير بطريرك الإسكندرية، ونفى هوسيوس الأسقف الإسباني صديق والده وهو في سن تزيد على المائة، كما نفى ليباريوس بابا رومة؛ لأنه كان قد امتنع عن قبول مقررات مجمع ميلان (355).
يوليانوس الجاحد (361-363)
هو يوليانوس بن يوليوس بن قسطنديوس الأول «كلوروس»، وهو أخو غالوس لأبيه لا لأمه، كما كان والده يوليوس أخا قسطنطين الكبير لأبيه لا لأمه، فوالدة قسطنطين هيلانة ووالدة يوليوس تيودورة ووالدة غالوس غلة ووالدة يوليانوس باسيلينة.
ولد يوليانوس في النصف الثاني من السنة 331 في ميسية على الدانوب، وما إن مضت بضعة أشهر حتى توفيت والدته، فنقل إلى القسطنطينية ونشأ في قصر لجدته في بر الأناضول لا يبعد كثيرا عن العاصمة، وفي السادسة من عمره؛ أي في السنة 337، شهد مقتل والده وجميع أقربائه ونجا هو وأخوه غالوس بأعجوبة، فشب مضطرب العصب غير متزن، وتولى أمره في هذه الفترة من حياته يوسيبيوس الآريوسي أسقف نيقوميذية ونسيب والدته، فوكل أمر تهذيبه إلى خصي نصراني «مردونيوس» كان شديد الإعجاب بهوميروس الشاعر اليوناني، وتوفي يوسيبيوس في السنة 341، فنفى قسطنديوس الأميرين الصغيرين إلى قصر في قبدوقية على مسافة قريبة من قيصرية، أما غالوس فشب شرسا أحمق، وأما يوليانوس فإنه قضى ست سنوات يدرس ويطالع مؤلفات أعاره إياها كاهن نصراني. وفي السنة 347 أمر قسطنديوس بانتقال غالوس إلى إفسس ويوليانوس إلى القسطنطينية.
Página desconocida