Roma
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Géneros
19
الفصل الثاني
ظهور النصرانية وانتشارها
30-395ب.م
الرسل والتلاميذ والإخوة
توفي السيد في السنة 30 بعد الميلاد، وتابع أتباعه الطقوس الإسرائيلية الشائعة آنئذ، فتعبدوا في هيكل سليمان، وتجمعوا في أروقته، وكانوا جميعهم يهودا من الطبقات الوضيعة تجمعوا من أورشليم ومن الجليل ومن سائر أنحاء فلسطين، وكان بعضهم من يهود البونط ومن قبدوقية ومصر وليبية والقيروان، وكان بينهم بعض اليهود العرب أيضا، وكانوا يعقدون - من آن إلى آخر - اجتماعات خاصة تغمرهم فيها محبة قوية، ويتناولون في أثنائها طعاما مشتركا. وكانوا رسلا وتلاميذ بالنسبة لمعلمهم، وإخوة بالنسبة للمحبة المتبادلة بينهم. ولم يعتبروا أنفسهم في هذه المرحلة الأولى مذهبا خاصا من مذاهب اليهود ولا كنيسة من كنائسهم. والكنيسة في عرف اليهود آنئذ جماعة قليلة من اليهود، يتعبدون مستقلين عن الجماعة الكبرى.
ولا نعلم عدد المسيحيين في هذه الفترة الأولى من تاريخهم بالضبط؛ فهم مائة وعشرون في الفصل الأول من سفر أعمال الرسل، وخمسمائة في الفصل الخامس عشر من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس، وثلاثة آلاف بعد عظة بطرس الأولى، ثم خمسة آلاف في الفصل الرابع من سفر الأعمال، وذلك بين السنة 35 والسنة 37 بعد الميلاد. وليس لدينا من الأدلة التاريخية الواضحة الراهنة ما يمكننا من وصف نظمهم وصفا كاملا، ولكن هنالك ما يدل على تقدم الرسل الاثني عشر بينهم، وعلى تقدم التلاميذ السبعين بعد هؤلاء، وهنالك أيضا ما يدل على نفوذ كلمة بطرس ويوحنا بن زبدي ويعقوب أخي الرب، وكان يعقوب بموجب رواية القديس يوسيبيوس
1
نافذ الكلمة محترما جدا؛ نظرا لزهده وورعه الشديد، أكنب الركبتين من كثرة الركوع، لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا، وليس لديه سوى رداء واحد.
ومارس المسيحيون في هذه الفترة نفسها طقوسا ثلاثة: المعمودية ووضع الأيدي والشركة، فكان على مستجد يقبل الدعوة أن يتعمد باسم يسوع المسيح وأن يبارك بوضع الأيدي وأن يمارس الشركة وكسر الخبز.
Página desconocida