Roma
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Géneros
وقدر لبريسقوس أن ينتصر في بلغراد في السنة 598 وفي طولي في السنة 599، فتهادن الطرفان سنة 600 جاعلين الدانوب حدا فاصلا بينهما،
29
ثم نشبت الحرب مجددا في السنة 601 ورجحت كفة بريسقوس فعبر الدانوب غازيا، وما برح حتى وصل إلى نهر الثيس. وعول الإمبراطور على إبقاء جنوده وراء الدانوب طوال فصل الشتاء، ولكنه فوجئ بأن تمرد بعضهم عليه في السنة 602.
ثورة السنة 602
تمرد الجند في خريف هذه السنة، وعبروا الدانوب بإمرة فوقاس أحد ضباطهم، واتجهوا نحو القسطنطينية ، وكانت العاصمة خالية من الجند، فحشد موريقيوس متطوعة من سكان العاصمة ودفع بهم إلى سور ثيودوسيوس، وليته لم يفعل؛ لأن قسما كبيرا من السكان كان قد سئم كبرياء الإمبراطور وأساليبه الأرستقراطية، وشعر موريقيوس بهذا وخشي ممالأة ابنه ثيودوسيوس ونسيبه جرمانوس للجند، فأمر بإلقاء القبض على جرمانوس، ولكن جرمانوس التجأ إلى كنيسة الحكمة الإلهية، فاضطر الإمبراطور أن ينتهك حرمة هذا المعبد ليقبض فيه على خصمه، وأيد الشعب جرمانوس وأخلى المتطوعة مراكزهم على السور وانحازوا إلى الجماهير المتظاهرة، ففر الإمبراطور بعائلته عبر البوسفور إلى نيقوميذية، وفي الثالث والعشرين من تشرين الثاني سنة 602 نادى الشيوخ والشعب بفوقاس إمبراطورا، ودخل فوقاس في اليوم التالي «ممطرا الذهب على الشعب إمطارا.» ثم وجه إلى نيقوميذية بمن ذبح موريقيوس وعائلته ذبحا.
30
ويرى لفتشنكو الأستاذ في جامعة لنينغراد
31
أن ثورة السنة 602 كانت - في حد ذاتها - نزاعا طبقيا بين الفلاحين والصناع والجند من جهة، وبين الذين عززتهم حكومة موريقيوس - من أصحاب الأملاك الكبيرة والأموال الوافرة - من جهة أخرى. ويرى الأستاذ نفسه في هذه الثورة التي عمت آسية الصغرى وسورية ولبنان ومصر ثورة اجتماعية دينية بين النصارى واليهود، وبين من كان من النصارى يقول بالطبيعة الواحدة، ومن كان يستمسك بقرارات المجامع المسكونية وبين الخضر والزرق، وهو يرى أيضا أن فوقاس لم يتبن مطالب هذه الطبقات الوضيعة وإنما سعى لتوطيد عرشه فقط.
فوقاس (602-610)
Página desconocida