El espíritu del gran Mahatma Gandhi
روح عظيم المهاتما غاندي
Géneros
ولكنه ذهب في الواقع إلى تلك البلاد لأمر آخر مطوي عنه وعن موكليه في عالم الغيب المجهول.
ذهب ليتلقى رسالته في حياته.
فتلقى رسالته وعرف قضيته ووضع قدمه على فاتحة الطريق التي انتهت به إلى زعامة الهند كلها، بعد جهاد طويل دام نحو عشرين سنة، ووضع هناك (سنة 1908) دستور الهند في جهادها السياسي والأخلاقي، فكان هو الدستور الذي قاد به الهند إلى استقلالها.
في أفريقية الجنوبية ضرب غاندي وأهين؛ لأنه اجترأ على النزول في الفنادق الأوروبية والركوب في السكك الحديدية مع الأوروبيين، وكاد أن يحرق حيا في النزل الذي أوى إليه بعد العودة من زيارة قضاها في بلاده؛ لأن «البيض» قد حسبوا أنه مهد السبيل في هذه الزيارة لإغراق أفريقية الجنوبية بالعمال الملونين.
وهناك عرف القوانين التي كانت تفرض الحيف فرضا على الأسيويين والأفريقيين من الشعوب التي يسمونها بالشعوب الملونة، ولا سيما طوائف الزراع والصناع.
وهناك ألغى أعماله كلها ليعيش عيشة الفاقة والضنك مع أولئك البائسين، ويشاطرهم الظلم الذي يخضعون له ويريد أن ينقذهم منه. فأنشأ لهم مزرعة يعملون فيها كما يعمل ويعيشون فيها عيشة الكفاف؛ ليحطموا قوانين الحكومة الظالمة بالصبر والمقاومة السلبية، وسماها مزرعة تولستوي.
ونزل الفتى النظري الروحاني في معركته السياسية الأولى إلى ميدان كله عمل ومادة؛ لأنه عالم السلاح والمال، ولكنه - عند النظر إلى الوسائل والنتائج - قد كان في ميدانه هذا عمليا أنجح من العمليين، وقد بلي منه العمليون بخصم جديد لم يعهدوا مثله قط فيما عهدوه.
غاندي في الجامعة.
لقد عهدوا من معارضيهم حملات الصحافة، ولم يهمل غاندي هذه الحملات؛ لأنه تولى تحرير صحيفة سماها (الرأي الهندي) تصدر بالإنجليزية وثلاث لغات هندية، ولكنها لم تكن قصاراه من الكفاح.
ولقد عهدوا من معارضيهم حملات المنابر، ولم يهمل غاندي هذه الحملات؛ لأنه كان يخطب ويقنع، ويخاطب المتعلم والجاهل بما يفهمان، ولكنها كذلك لم تكن قصاراه من الكفاح.
Página desconocida