Espíritu de la Explicación en la Interpretación del Corán
روح البيان في تفسير القرآن
Editorial
دار الفكر
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Exégesis
الم على طريق الحقيقة زلق في أمثال هذا المتشابه أقدام الزائغين عن العلم وتحير عقول الراسخين فى العلم وبعضهم توقف تأدبا مع الله تعالى ولم يتعرض بل قالوا آمنا به كل من عندر ربنا وبعضهم تأولوا لكن بوجوه بعيدة عن المرام والمقام بعدا بعيدا الا انها مستحسنة شرعا مقبولة دينا وعقلا وما يذكر اى بالمقصود والمرام على ما هو عليه في نفسه في الواقع الا أولوا الباب لكن بتذكير الله تعالى والهامه واطلاعه تخصيصا لهم وتمييزا لهم عما عداهم اختصاصا إليها أزليا لهم من عند الله لا بتفكر أنفسهم ونظر عقولهم بل بمحض فيض الله والهامه انتهى كلامه الشريف قدس سره اللطيف وقال عبد الرحمن البسطامي قدس سره مؤلف الفوائح المسكية في بحر الوقوف ثم ان بعض الأنبياء علموا اسرار الحروف بالوحى الرباني والإلقاء الصمداني وبعض الأولياء بالكشف الجلى النورانى والفيض العلى الروحاني وبعض العلماء بالنقل الصحيح والعقل الرجيح وكل منهم قد اخبر أصحابه ببعض اسرارها اما بطريق الكشف والشهود او بطريق الرسم والحدود والصحيح ان الله تعالى طوى علم اسرار الحروف عن اكثر هذه الامة لما فيها من الحكم الالهية والمصالح الربانية ولم يأذن للاكابر ان يعرفوا منه الا بعض أسراره التي يشتمل عليها تركيبها الخاص المنتج انواع التسخيرات والتأثيرات في العوالم العلويات والسفليات الى غير ذلك انتهى كلام بحر الوقوف وفي التأويلات النجمية هيئة الصلاة التي ذكرت في القرآن ثلاث القيام لقوله تعالى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ والركوع لقوله تعالى «واركعوا مع الراكعين» والسجود لقوله تعالى «واسجد واقترب» فالالف في الم اشارة الى القيام واللام اشارة الى الركوع والميم اشارة الى السجود يعنى من قرأ سورة الفاتحة التي هي مناجاة العبد مع الله في الصلاة التي هي معراج المؤمنين يجيبه الله تعالى بالهداية التي طلبها منه بقوله اهدنا ثم اعلم ان المتشابه كالمحكم من جهة اجر التلاوة لما ورد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله ﷺ (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف بل الف حرف ولام حرف وميم حرف) ففى الم تسع حسنات ذلِكَ الْكِتابُ الم مبتدأ على انه اسم القرآن على أحد الوجوه وذلك خبره اشارة الى الكتاب فيكون الكتاب صفة والمراد به الكتاب الكامل الموعود انزاله في الكتب المتقدمة وانما أشار بذلك الى ما ليس ببعيد لان الكتاب من حيث كونه موعودا فى حكم البعيد قالوا لما انزل الله تعالى على موسى التوراة وهي الف سورة كل سورة الف آية قال موسى ﵇ يا رب ومن يطيق قراءة هذا الكتاب وحفظه فقال تعالى انى انزل كتابا أعظم من هذا قال على من يا رب قال على خاتم النبيين قال وكيف تقرؤه أمته ولهم أعمار قصيرة قال انى أيسره عليهم حتى يقرؤه صبيانهم قال يا رب وكيف تفعل قال انى أنزلت من السماء الى الأرض مائة وثلاثة كتب خمسين على شيث وثلاثين على إدريس وعشرين على ابراهيم والتوراة عليك والزبور على داود والإنجيل على عيسى وذكرت الكائنات في هذه الكتب فأذكر جميع معانى هذه الكتب فى كتاب محمد واجمع ذلك كله فى مائة واربع عشرة سورة واجعل هذه السور في ثلاثين حزأ والاجزاء في سبعة اسباع ومعنى هذه الأسباع في سبع آيات الفاتحة ثم معانيها في سبعة أحرف وهي بسم الله ثم ذلك كله
1 / 29