في عام 1948م صدر أشهر كتاب في هذا الصدد وهو كتاب المأساة عند شيكسبير
Shakespearian Tragedy
من تأليف ه. ب. تشارلتون، وهو كتاب بالغ الأهمية لأنه أحدث أصداء واسعة وحول دفة النقد إلى التساؤل عن دور القدر في المسرحية، خصوصا بسبب ما يبدو من تعمد الشاعر أن يزاوج بين قوة الإرادة البشرية وقوة الأقدار المتربصة بالإنسان؛ فالكاتب يعزو دور القدر إلى تأثر شيكسبير بقصيدة روميوس وجوليت التي كتبها آرثر بروك وظهرت الطبعة الأولى منها عام 1562م ثم توالت طبعاتها في حياة شيكسبير، واعتمد بروك في صياغتها على نسخة فرنسية للقصة كتبها بيير بواستواو
(ونشرها في المجلد الأول من كتاب قصص مأسوية
Histoires Tragiques
الذي حرره فرانسوا دي بليفروست (عام1559م)) ويقول فيها إنه استقى مادتها من القصة التي كتبها ماتيو بانديلو
Matteo Bandello (1554م) الذي استقى مادته وبعض التفصيلات الأخرى من قصة إيطالية كتبها لويجي دي بورتو ونشرت حوالي عام 1530م، وتعتبر أقدم قصة تستخدم هذين الاسمين لبطلي المسرحية وتحدد مكان الحدث في بلدة فيرونا.
ولا شك أن بروك يشير إلى القدر مرارا بل ويذكر ربة الحظ مباشرة
Fortune
نحو أربعين مرة، ومع ذلك فالقارئ لا يشعر عند قراءة قصيدته بالدور الحاسم الذي يلعبه القدر طبقا لتعريف تشارلتون؛ فربة الحظ هذه موروثة من التراث الكلاسيكي وهي فتاة معصوبة العينين تدير عجلة باستمرار بحيث ترفع أقدار البشر أو تخفض منزلتهم ثم تعيد الكرة! أي إنها ربة التحول والتقلب، وليست ربة غضب أو انتقام؛ بما إن بروك يقول على فم القس إن للإنسان حرية الاختيار - ومع ذلك فقد ساد رأي تشارلتون حتى الستينيات، وكان أهم من تأثروا به الناقد ج. إ. داثي
Página desconocida