فأموت قبل زمانيه
يا من توجه دفتي
أصلح شراع سفينتي
هيا بنا فخر الرجال!
بنفوليو :
الطبل يا طبال!
106-114 (ف1، م4)
فإذا تأملنا تغير اتجاه «النغمة» هنا من الهزل إلى الجد مجسدا في العلاقة بين النثر والشعر، وجدنا أن التذبذب الذي كانت تتسم به أجزاء الفصل الأول بمشاهده الخمسة يبدأ في الاختفاء في نحو منتصف المشهد الخامس، وذلك حين يرى روميو لأول مرة تلك الفتاة التي قدر لها أن تصبح زوجته - جوليت! واختفاء التذبذب معناه ابتعاد رنة الهزل عن كلام روميو تماما وانفصاله عن أصحابه ورفاق لهوه، إذ يعتبر الفصل الثاني زمنيا امتدادا للفصل الأول؛ فالمشهد الخامس من الفصل الأول يجمع بين روميو وجوليت ويفصل بين روميو وأصدقائه؛ ولذلك نجده عازفا عن مصاحبتهم في المشهد الأول من الفصل الثاني، مختبئا يستمع إلى سخريتهم منه ويصبر حتى ينصرفوا ثم يتقدم وحده من الجمهور لكي يعلن بنبرات حاسمة: «من لم يذق طعم الجراح ... يسخر من الندوب!» وهي بداية مشهد الشرفة الشهير (ف2، م2) الذي يعتبر النموذج الذي وضعه شيكسبير لحب المراهقين الدفاق! وربما كان مفتاح تغير النغمة ما يقوله القس لورنس لروميو في نهاية المشهد الثالث عندما يقدم له تفسيره الخاص (وربما كان التفسير الصحيح) لحبه لروزالين: إنه لم يستطع أن يكسب ودها لأنها كانت تحس بزيف عاطفته:
كانت تعلم حق العلم
أن غرامك ينشد أبياتا يحفظها
Página desconocida