وعند ذلك جعل الاثنان يعدوان إلا أن الأحدب رأى رفيقه لا يستطيع مجاراته في العدو.
ورجع إليه وقال له: إنك لا تستطيع إدراكهما معي أيها الصديق، فأعطني بندقيتك. - أتريد أن تقتل بها لوسيان؟ - كلا، بل الشفالييه الذي دفعه إلى ارتكاب هذا المنكر. - خذ، إني أود قتل كل نبيل يتذرع بنبله إلى الشر.
ولم يكن بنوات هذا قد أساء إلى أحد في حياته، فقد فطر على الصلاح، إلا أن الانتقام هاج بصدره وسهل له ارتكاب الجريمة، لا سيما وأنه كان لا يزال يشعر بألم شديد في يديه من الحرق.
وأخذ البندقية وجعل يثب بين الأدغال في أثر الفارسين، وبجنب الطريق العام حتى أدركهما على قيد عشرين خطوة.
ورأى أن لوسيان قد انفصل عن الشفالييه فوضع البندقية على كتفه وصوبها على الشفالييه، ثم أطلقها عليه مرتين وأصابه إصابتين إحداهما في كتفه والأخرى في صدره فسقط صريعا وانتقم الأحدب منه.
وكان لوسيان قد بعد نحو ثلاثمائة متر عن الشفالييه وسمع دوي البندقية ولكنه لم يسمع صيحة الشفالييه فحدثه قلبه بمصاب، إلا أنه كان قد اقترب من منزل داغوبير ورأى عن بعد نورا يضيء فيه، فارتجف قلبه وقال في نفسه: إن حنة قد تكون في انتظاري.
ولم يعد يفتكر بذلك الدوي، وقال: قد يكون ذلك من أحد الصيادين.
ودفع جواده إلى منزل داغوبير، وهو يكاد يسقط عنه لفرط اضطرابه.
فلما اقترب من المنزل أوقف جواده، وترجل عنه وربطه في إحدى أشجار الغابة، ومشى إلى المنزل، ورأى أن النور ينبعث من الدكان لا من المنزل.
ووجف قلبه واقترب من الدكان ووضع عينه على ثقب الباب، فلم يكد ينظر إلى الداخل حتى تراجع، وقد اصفر وجهه، وجمد الدم في عروقه.
Página desconocida