168

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Géneros

على أن البارون لم يكن يروي لها حكاية حنة الحقيقية، بل كان يقص عليها من أمرها ما كان يتناقله الناس والإشاعات المختلفة فيها، حتى كان من جملة ما رواه عن هذه الفتاة أنها ابنة رئيس الدير الشرقي، ولدت سفاحا وعهد إلى الأب جيروم بتربيتها.

فكانت أورور تسمع أحاديثه دون أن تجيب، وكان البارون صابرا على جفائها.

ولكن الأمل كان ملء فؤاده، فكان يقول في نفسه إنه سيصحبها إلى منزلها وستدعوه إلى مناولة العشاء معها دون شك، فيغتنم هذه الفرصة للفوز باسترضائها على مزاحمة الشفالييه.

على أن رجاءه قد خاب، فإنهما حين اجتازا الغابة ودنوا من المنزل، وصلا إلى عطفتين إحداهما تؤدي إلى منزل الكونتس.

أوقفت جيادها ومدت يدها للبارون فصافحته وقالت له: إني أشكرك شكرا جزيلا يا سيدي البارون، وها قد بلغت إلى منزلي فلا حاجة إلى إزعاجك بإيصالي إليه.

فاستاء البارون استياء شديدا وحاول أن يلح عليها بإيصالها إلى المنزل، غير أنها لم تدع له وقتا للكلام فإنها ودعته وأطلقت لجوادها العنان.

وقد جرت شوطا بعيدا وهذا البارون واقف في مكانه وهو حائر مبهوت.

أما أورور فإن العواصف كانت هائجة في صدرها، وقد كبر عليها أنها لم تعد تستطيع أن تستعيد بجمالها لوسيان، فباتت تعده من أسفل الرجال لا سيما بعد أن تحول عنها لافتتانه بفتاة قروية لا نسب لها يعرف وقد ربيت في دكان حداد بين عصبة رهبان.

غير أن أورور على كبريائها كانت عادلة، فإنها رأت حنة على نور المصباح المضيء في دكان داغوبير فاعترفت بأنها من أجمل الفتيات، وقد رسمت الغيرة وجهها في مخيلتها حتى كانت تراها كلما فكرت بها كأنها أمامها، إلى أن وقف جوادها عند باب المنزل فأسرع الخدم إليها، وفتحت عند ذلك نافذة وظهر منها رأس شيخ.

وكان هذا الشيخ والد أورور، فقال لها: كيف عدت يا أورور؟ ألا تتعشين في بوبيير؟

Página desconocida