============================================================
بامتناع ما ذكر انه ممتنع ، فان الافعال هي الفواعل بالحقيقة ، وذلك ان الكتابة التي ذكر انها فعل الكاتب هي بعينها التي تفاوض قارثها وتكلمه ، قلو لم تكن الكتابة بصورها وتخطيطها مع كونها فعلا لغيرها فاعلة في فس قاريها ، حتي كأنها تكلم عن فاعلها وتترجم عنه وتنقشها بصورها لما كان قاريها يعرف ما في نفس كاتبها ، واليناء بصورته التي أوجدها الباني عما في نفسه ، فهو الذي يكسب المشاهد لصورته بتربعه وموقعه حتي يتصوره ، فلو لم تكن صورة البناء قائمة بالفعل (11 حتي تكسب نفس المشاهد التي ها صورها لما تصورها مشاهدها ، وكذلك فعل الضارب الذي هو الضرب نفهو الفاعل في المضروب الألم فيؤلمه ، علي نحو ما ذكرتاه في رسالتينا المعروفتين وبالروضة * و" المضيئة ، وقول الله تعالي اوكد دليل علي ان الافعال هي فواعل أيضا ، حيث يقول جل من قائل : وان من شيء إلا يسبح بحمده ) قالشيء هو فعل الباري تعالي ، وهو مع كونه فعل فاعل ، وهو تسبيحه وقوله تعالي : ( وأرسلنا الرياح لواقح) فالرياح شيء ، واللواقح فعله ، وبيان ذلك قد اتضح يأن احتجاج صاحب النصرة علي صاحب الاصلاح في هذا الباب محال . ثم ان غرض صاحب النصرة في قوله لم نر الافعال في المشاهد صارت فواعل قط، اهو ان عين تلك الافعال لم تصر عين فاعلها في المشاهد ، كما ان الكتابة لم تصر عين كاتيها ، ولا البناء صار عين بانيه ، وهو قول صحيحك قال ، لان الفعل لا يصير عين الذي صدر عنه الفعل ، بل هسو قاعل كفاعله من حيث وجود الفعل عنه . وان كانت المراتب بختلف ، والاسباب تغاير ، لكن صاحب النصرة اراد ان يحامي علي من ينوب عنه بالتحامل علي صاحب الاصلاح والله يقدس أرواحهما وان كثيرا من الخلطاء يبقي (1) بعضهم علي بعض .
1- في لسنه (ب) جامت هكذا " بل بالفعل .
2 - ل نستة (ب) جامت يبني.
تاب الرياش [6]
Página 83