============================================================
والفكري ، والمنطقي اعني ما هو واقع تحت هذه العناصر ، وما ليس بواقع تحتها .
ونقول : قد اوجب بقوله ذلك ان في الموجودات عن الله تعالي الواقعة تحي ايداعه ما لا يدرك بعقل ، ولا وهم ، ولا فكر ، ويخبر عنه بمنطق ، وذلك وجوده محال ، واعتقاده حلال ، لان الذي لا يدرك بعقل ، ولا وهم، ولا فكر ، ولا يخبر عنه بمتطق ، لا يخلو ان كان له وجود ، ان يكون إما سايقا علي العقل في وجوده ، أو مع العقل في وجوده ، أو كاليا للعقل في وجوده ، ومحال ان يكون سابقا علي العقل ، او يكون العقل ذات الفعل ، الذي ليس ورائه إلا الله تعالي الذي صدر ، وعنه وجد ، وهو محض الابداع ، وحق الوجود الذي هو اول وجود عن الله سبحانه ، ومحال أيضا ان يكون وجوده ، وذات (1) العقل معا بكون العقل ذات العقل الذي هو الابداع ، وذات العقل عند حدوثه لا يكون إلا ذاتا واحدة لا اثنتين ، ثم لأن وجوده لو كان مع العقل وجب بكونهما متغائرين مشتركين في الوجود ان يكون الله تعالي الذي وجد عنه علة متكثرة مبدعه ، أو معه آخر تعالي الله عن ذلك علوا حبيرا ، فان من شأن المعلول ان يكون وجوده بحسب علته ، وكونهما معلولين متغاثرين يقتضي علتين اثنتين ، أو علة متكثرة بالنسب، حتي يكون وجود كل منهما عن نسبة منها ، هي غير الآخرين أولا ، فمحال وجود معلولين متغاثرين عن علة واحدة سلمت ذاتها من الاختلاف باللسب والاضافات ، واذا كان وجوده مع العقل يقتضي هذا ، فوجوده محال فان الله تعالي متقدس عن جميع انحاء الكثرة ، والاضافات ، والغيريات وما به يصير علته ، ومحال ايضا ان يكون وجوده تاليا للعقل ، إذ لو كان وجوده تاليا للعقل ، وعنه لكان لا يغرب عن العقول معرقته ، (1) سقطفي نسخة (ب) .
Página 217