126

============================================================

اجزاء وجواهر من النفس ، لا اثار منها .

وفقول: ان الامر في كون النفس غير متناهية في القبول علي ما قاله، وهو احد الدلائل علي ان النفس ليست بجسم ، وان الامر في كون النفس اجزاء للثاني لا علي ما ذهب اليه وأورده بما يقتضيه وينطوي فيه ، مما ت قدم الكلام عليه ، واحسن ما يمكن لنسب الامر اليه في قوله ذلك لمن اراد بقوله اجزاء، ان هذه الانفس التي هي القابلة اذا عقلت ذواتها با هو كذلك ، فهي وما عقلته شيء واحد ، وهي هو ، وهو مي ، ولا تتاز عنه الا بالرتبة ، فتكون كالجزء من الشيء الذي يوجد فيه ما يوجد في جميعه ، وسبيلها في ذاتهما سبيل واحد من هذه الجهة .

المصل السابع من الباب الرابع قال صاحب النصرة: وايضا فان القول بان الانفس الناطقة الموجودة في هذا العالم ليست باجزاء من النفس الكلية تبطل النيوة والامامة والوصاية والتنزيل والشرائع، اذ لا يجوز للنفس ان تدرك المؤثر ، او تحيط به ، او تستفيد منه ، وقد ادعي الانبياء عليهم السلام انهم رأوا العالم العلوي الشريف ، ووقفوا علي الحدود الروحاتية ، واستفادوا ما أدوه الي الخلف من النور والبيان، من فوقهم من الاصلين ، والفروع الثلاثة ، وانهم قد عاينوا للملائكة، فلو كانت انقسهم الزكية اثارا من النفس الكلية ما قدروا علي فهم ما أوحي اليهم ، ولا وقفوا علي الاعيان الروحانية التي هي اجزاء من النفس الكلية.

ونقول : ان الكلام قد تقدم بان الانفس ليست باجزاء ، ولا آثار ، وأنها 134

Página 126