============================================================
الحوب) هو الاثم شبهه قدس سره بالنتن العارض للانف المؤدي لداء البخر المستأصل لقوة الشم لأن مقترف الجوى ومرتكب الذنوب لا يربح رائحة الاخلاص ولا يرجى له شفاء وخلاص كما لا يرجى الشم وهوركن من الحواس الظاهرة للأ بخر بخلاف المزكوم لأن الزكام عارض يزول عند نضج مادته (وقلاع ترك الحمد) القلاع بثور تتكون في سقف الحلق وعلى اللسان فتارك الحمد كمن به هذا الداء المانع له من حسن انتظام الكلام ولذة الشراب والطعام فمن ترك الحمد على الجميل فكأنه عطل مخارج حروفه ولم تحس ذائقة قلبه بلذائذ النعم الجزيلة والفضائل الجميلة (وخناق كلبي الفاظ الردة) الخناق هو ينشأ عن سيب يعرض في الات النفس من الحنجرة وغيرها كالاورام وعجز آلات النفس وهو انواع اردأه الخناق الكلبي فالالقاظ الموجبة للردة اعاذنا الله وكل مسلم منه مهلكة مفوتة للحياة الاخروية كالخناق المفوت لهذه الحياة الدنيوية وبالاختناق شرميتة وقد نبه على هذا قدس سره لأن اهل الزمان قد ابتلوا بذلك فيرتدون ولا يشعرون يقول احدهم اكون يهوديا اكون كذا ان كنت فعلت كذا وهو كاذب، (وخرس الطغيان) الطغيان يسلك بالانسان مسالك مبعدة عن نهج الحكمة فيخلو القلب عنها فيخرس اللمسان عن النطق بها فلا ينطق بما لا يجد في نفسه والحكمة ضالة المؤمن اين وجدها اخذها والطاغي بعيد عن التواضع والتنازل لأخذ الحكمة من غيره لان طغيانه ناشىء عن كبر في صدره ما هو ببالغه لرؤيته نفسه غنية عما سواها والمتكبر لا يأخذ عن الغير، ان الانسان ليطغى ان رأه استغنى، أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ، (وخنازير ترك الشكر) الخنازير قروح تحدث في الرقبة تمنع الانسان من التلفت الى الاطراف وكذلك تارك الشكر لا يلتفت سره الى تقدير تعم الله عليه موليا وجهه شطر تلذذ النفس بالنعم غير ناظر الى افتراض شكرها عليه كالختزير اذ توجه الى سمت لا يستطيع ان يلوى الى غير جهة سمته (وخناق البغض) المثير للشحناء ومعاداة العقلاء فيحصل من ذلك كرب قهر الرجال فتضيق مجاري نفس تنفيس الكرب الذي كان يحصل بترك الاشتغال بالخلق عن الخالق فمن اشتغل ببغض الخلق اختنق بقهر الرجال على كل حال (وذات صدر العداوة) لما كان محل العداوة هو الصدر شبهها بالداء المعروف بذات الصدر، فالعداوة تنكى وتنهك عظيم السركما ان داء ذات الصدر ينهك عظام الصدر (وذات جنب الاخلاق الرديثة) كالشبق والشره والسفاهة والبذاءة وغير ذلك مما يقابل الاخلاق المحمودة وذات الجنب مرض يعرض للصدر ونواحيها من الحجب والصفاقات فالاخلاق الرديثة تعبث بقوى القلب عبث ذات الجنب في تواحي الصدر
Página 59