============================================================
مبحانه وتعالى ووعد في هذه الآية الكريمة فان الاخبار بايفاء جزاء الاعمال الصالحة وعد والاخبار بجزاء الاعمال السيثة وعيد والاعمال بنوعيها داخلة تحت ما (فانكم على نار جهنم لا تصيرون) كيف وانتم لا تصبرون على نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزها من نار جهنم ثم اقام المخاطبين مقام المسلم عدم الصبر لكنه غير مسلم لوقوع العذاب عليه بطغيانه فقال (فأما من طفى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى) ثم بين السبب الحامل له على النصيحة فقال (قال سيدنا ومولانا وحبيب ربنا محمد المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم الدين النصيحة فقال بعض اصحابه قلتا لمن قال صلى الله عليه وسلم لله عز وجل) اي باتباع اوامره واجتناب نواهيه (ولكتابه) باتباع ما فيه من الهدي وعدم تأويل المراد منه على ما تهواه النفس واتباع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله (ولرسوله) ينهج سمنن سنته والمودة في قرابته (ولائمة المسلمين) ببايعتهم والصدق معهم وعدم نقض العهود التي اخذوها عليهم (وعامتهم) يارشادهم وتعليهم ما جهلوا من امور الدين (بفاده) متعلق بما بعده (يوحي ويبه) مفعوليهما ضمير المخاطبين المحذوف الدال عليه النظير في قوله (ويعلمكم الراجي الفقير الى رحمة ربه القدير المتين محمد علاء الدين النصائح التي تجدون بها الفلاح) الابدي لان هذه النصائح موصلة للعرفان وحصول الذوق والوجدان (وتصلون بها الى النجاح) السرمدي كيف لا وهي جامعة لمعاني التخلية والتحلية من اخذ بها بعد عن الشقاء وفارق العناء (وتكونون بها يوم الفزع الاكبر من الأمنين) حيث تكونون بذلك مع الشهداء والصديقين الذين قال تعالى فيهم، لا يحزنهم الفزع الاكبر، وقال، وهم من فزع يومئذ آمنون (جعلني الله واياكم من العالمين العاملين بمنه وفضيله ورحمته وهو ارحم الراحمين امين، قال الله تعالى، (وان ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى)، لاحظ قدس سره جانتب المغرورين برحمة الله وقد اهملوا الاعمال الصالحة فأتى بهذه الآية الكريمة ردا عليهم بان السي مطلوب فهوسبب السعادة وقد جرت عادة الله سبحاته وتعالى بترتيب المسيبات على الاسباب ثم عضد الآية بآية اخرى تماثلها بجهة الحث على العبادة فتلا (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) والمراد بالعبادة هنا المعرفة، يفصح عن هذا حديث، كنت كتزا خفيا فأحببت ان أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف، والعبادة وسيلة الى المعرفة وليست مقصودة بالذات بل بالعرض وبالمقصد الثاني، اذلو كان المقصود من الخلق نفس العبادة لوجبت في الاخرة ولم يقتصر عليها في الدنيا المتقضية على القرب او لعدم الخلق بعد طيها
Página 54