بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليمًا
قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان
﵀
أسلم على الحضرة العالية تسليم العاجز المقصر، كما ينظر الهادي المدلج إلى فرقد الليل، واليماني المشيم إلى سهيل. وأصحاب الراح يتعوذون من مغن إذا ارتجل شتم، وإذا سكت صين وأكرم. وأنا أمت بحق التخفيف.
قال بعض الرعاة
" لا تذموا القتادة فإن لها علينا حقًا ".... قيل: وما ذاك؟ قال: " أنها لم تنبت بأرضنا ".
ولو كنت بالغًا في الأدب أطورى، لكنت في تلك الحضرة كالقطرة تحت الصبير، والحصاة إلى جانب " ثبير ". فما بالي وأنا مثقل استعان بذقن، وطفل بهش إلى يفن، وذليل عاذ بقرملة، وعبد هتف بأمة؟ والربيع أغفلت الكمأة؛ وعند المنهل نسيت المزادة. كل امري يغدو بما استعد، وقيل الرماء تملأ الكنائن؛ فماذا يصنع من لا كنانة له ولا عدة عنده؟ قد أضاء الصبح لذي عينين، فهل يضيء لمن لا عينين له؟ ولست ممن يعتب عليه، إنما يعاتب الأديم ذو البشرة، ولا قوة عند العشرة. وفي شهري ناجر تكفأ الظعن إلى قراس وإذا طلع قلب العقرب حبت إلى القوم تهامة. والكسير قد يعلو الرابية، والعاشية تهيج الآبية، ولو ترك القطا ليلًا لنام.
يا قطوف، سبقت الوساع فالحقي، إنها من طير الله فانطقي.
هيهات! ما بالوادي من محتطب، حبذا المنتعلون قيامًا.
ومن العناء رياضة الهرم ريا عبير وبهار، يغني المهرية عن المهار. قد عرض نشر عنبر، منع نجيبًا من معبر.
وقد علم الله، جل اسمه، أني أستنزر ل " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " خلد الله أيامه - كل كثير، فلو حملت إلى حضرته الذهب لظننته صفرًا، أو الإيمان لحسبته نفاقًا وكفرًا؛ ولو جعلت شجر الكافور والألوة قوتًا للنار أوقدتها مهنته في الصنبر تدفع بها قرة ذوات وبر، أوهمتني المحبة أني قد ونيت؛ ولو أهديت ظباء المسك إلى الصوائد التي بين يديه، خيلت لي عظمته أني جنيت. لا جعلني الله ممن يعد الصربة من أفضل جنى، ويغدو بالخرز ليضحي به في " منى ". والمؤبرة خير من الوبرة، وإن كانت ليست بالخيرة. وكل الصيد في جوف الفرا، ولكن من يقدر عليه؟ وهل يطرق أهله بالجأب المسحور من يعجز عن مقطعات السحور؟ وأنا كصاحب المثل، قال: أين أغدو إذا صبحتموني؟ فقالوا: أعن صبوح ترقق؟ وأذكر حاجتي قبل أن أبرم فأجرم، لأن من أتى بالإبرام وقع في عظيم الإجرام: لي - أطال الله بقاء السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء - أولاد أخ قد أوذموا على أنفسهم من خدمتي ما ليس بلازم؛ وأصغرهم سنًا طفل صغير قد وكل بي في الصبارة، كلما أحس بحمام اليانوسة لدى أحياها بالحمم؛ إلى غير ذلك من المآرب، لا يمكن قضاؤها بنفسي.
ولهم أوالب في مدينة " حماة " ولتلك الحوبات أشقاص في أملاك يأمل هؤلاء الحسكل - والأمل ساحر ساخر، وربما وجد هو الصادق. وله نوعان كأنهما برقان: هذا خالب، وهذا للمطر جالب - أن يصيبهم نفع من تلك السهمة. ورفع رافع إلى الحضرة العالية، أن حقًا يجب للخزانة المعمورة على أرض أولئك الدرد النهابل، وسألوني، والمسألة حرمة، أن أسأل " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " في ذلك. فاستحييت أن أكلفهم في اليوم القصير لماسات وروب، ويسألوني شهلاء هي في العمر كالبدر في الهالة والقراب في الخلة والمتقارب في الدائرة، فأردهم عنها مكبوتين، وإنما هي الزهرة في الأفق والوضيعة من الشقر.
وكان يجب علي، من فرط الإجلال، أن أقول لهم ما قال " زرارة " لولد " سويد بن ربيعة " وقد تعلقوا به عند " " عمرو بن هند ": " يا بعضي دع بعضًا ".
ولكن حملني أطيط الحاسة وعلمي بكرم الشيمة، على النهضة بغير جناح، وركوب الصعبة بلا أحلاس. وأنا أجله لفهمه وفطنته، مثل ما أجله لعزه وسلطانه، ولو جاء رجل في طمرى برس أو سمل فراري، أو عاريًا لا يصل إلى الطرائد ولا الهيب، يتلهف على منقل أو سميط تحذى له من أم الهنيبر أو غيرها من الهنبر، ويعتمد على خوارة كأنها منسأة الميت، ولديه الجن العاملة، وفيه من الأدب والعلم بعض ما في " السيد عزيز الدولة وتاج الملة أمير الأمراء " خلد الله أيامه، خنعت له بالعظمة والترفيل.
1 / 1