٤ - ثم رسالة أبى الطيب بن من اللّه القروي.
ومما هو جدير بالذكر أن صاحب مجموعة الإسكوريال قد نقل الرسالتين الأخيرتين من الذخيرة ولم يصرح بذلك، فإننا نجد نص رسالة أبى جعفر بن الدودين هو نص الذخيرة، لا يفترقان إلا في القليل.
ونلفى صدر رسالة أبى الطيب في المجموعة هو عبارة ابن بسام وسجعه في الذخيرة بالحرف الواحد: «وممن رد عليه وأجاد، ما أراد، أبو الطيب بن منِّ الله القروي برسالة طويلة أثبت منها بعض الفصول، تخفيفا للتثقيل».
ثم نرى توافقا تاما في تقسيم فصول الرسالة وفقرها، إذ يبدو لنا أن هذا النص مؤلف من فصول مختارة من الرسالة، وليس نصّا كاملا.
ثم نطالع هذه العبارة في الورقة (٥١ ا): «قال صاحب الكتاب: وبين أبو الطيب بطلان كلامهم في احتجاج طويل، تركته تخفيفًا للتثقيل». وهذه هي عبارة الذخيرة بنصها. وصاحب الكتاب هو ابن بسام صاحب الذخيرة بلا ريب.
فلأن نص مجموعة الإسكوريال أعظم قيمة من حيث هي أقدم خطّا، وأصح متنا، وأكثر استيعابا في النص، واشتمالا للردود - جعلتها أصلا في نشر هذه المجموعة، وجعلت نص الذخيرة للمقابلة والاستعانة في التحقيق.
أبو عامر بن غرسية:
أفرد له علي بن سعيد صاحب المغرب المتوفى سنة ٦٨٥ ترجمة خاصة (^١) قال فيها:
«أبو عامر بن غرسية (^٢) من عجائب دهره، وغرائب عصره، إن كان نصابه