Carta de Iblis a sus hermanos los infortunados
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Géneros
الباب الرابع عشر في المقامات والحكايات
اجتمعت أنا وجماعة من مشايخنا من الجن في مجلس معتزلي من الجن عقد مجلسا في يوم عاشوراء، فذكر الحسين وقتله فأبكى وبكى. ثم قال: لعن الله الآمر والباعث والحاشر والمباشر والمزين والذاب، وارتفعت الضجة بآمين رب العالمين! فقلت : من هؤلاء الذين لعنتهم؟ قال : أما الآمر فيزيد اللعين ، وأما الباعث فابن زياد الخبيث، وأما الحاشر فالذي جمع الجنود وذهب به عمر بن سعد، وأما المباشر فشمر، وأما المزين فأنت وأتباعك من الشياطين، وأما الذاب فالمجبرة حيث ذبوا عن هؤلاء واعتذروا لهم وحملوا الذنب على الله تعالى . وأخذ يلعنني.
فقال أصحابنا : أتنظرون وهذا الخبيث يواجه شيخكم بمثل هذا الكلام واللعن؟ أما فيكم ذاب؟ أما فيكم دافع؟ فقام واحد من مجبرة الجن وقال : كذبت يا ابن الفاعلة! أنت وأصحابك من المعتزلة، لا ذنب لواحد من هذه الفئة، أليس خلق الله الأمر في يزيد والبعثة في ابن زياد والحشر في ابن سعد والقتل في شمر والتزيين في الشيطان والذب عنهم في هؤلاء المشايخ؟
فقال المعتزلي: كذبت أنت على الله والله منه بريء، والذنب لهؤلاء الملاعين لا لرب العالمين! فكان يقول هذا له : كذبت! ويقول هو لهذا : كذبت! فقال المعتزلي : هب أنا كذبنا، فالكذب على ابن زياد خير من الكذب على رب العباد. فقلت : ما الذي حملك يا معتزلي على ما واجهتني به؟ فقال: قوله تعالى: { وإذ أخذ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ..} الآية ، وقوله : { وإذ أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وارتفعت الضجة، وأنشأ يقول :
سيعلمون إذا الميزان بينهم أهم جنوها أم الرحمن جانيها
وكثر المقال، وأدى ذلك إلى القتال، وتفرقنا ونحن على أسوء حال!0
Página 85