Carta de Iblis a sus hermanos los infortunados
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Géneros
اجتمع عدلي ومجبر فقال العدلي : أليس قد بعث الله موسى إلى فرعون وقال : { فذنك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه } وقال : { إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } ووصاه بما وصاه ؟ فقال : بلى . قال : فبعثه ليغير خلقه أو فعل فرعون ؟ فإن قلت بالأول فكيف يقدر موسى أن يغير ما خلق الله؟ وأي معنى لقوله { لعله يتذكر أو يخشى } ولم يخلق ذلك فيه ؟ وإن قلت بعثه ليغير فعل فرعون فذلك ما نقول . فانقطع المجبر .
وأنشد العدلي يقول :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ... ... ... ولكن لا حياة لمن أنادى
وقال ثمامة يوما للمأمون : أنا أبين لك القدر بحرفين . فقال: زد للضعيف حرفا _ يعني يحيى بن أكثم _ فقال : لا يخلو فعل العبد من ثلاثة أوجه : إما أن يكون فعله فيتوجه الحمد والذم إليه , أو فعل الله تعالى فلا يتوجه على العبد لوم ولا حمد ولا ذم , أو كان منهما فيجب أن يكون الحمد والذم لهما . فقال : صدقت .
وقال أبو العتاهية للمأمون : أنا أقطع ثمامة بحرف . فقال : دع فلست من رجاله .قال : بلى , فلما حضر قال : سله . فحرك أبو العتاهية يده وقال : يا ثمامة , من حرك يدي ؟ فقال : من أمه زانية , فقال : يا أمير المؤمنين , شتمني . فقال ثمامة : يا أمير المؤمنين , ترك مذهبه . فضحك المأمون.
وقيل لفضيل بن عياض _وكان عدليا _ : إن فلانا يشتمك . فقال: لأغيظن من أمره بذلك ويغفره الله له . قيل : ومن أمره بذلك ؟ قال : الشيطان .
وقال عدلي لمجبر : أليس الله تعالى يقول : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } , فالوعدان من واحد أو من اثنين ؟ فانقطع .
وكلم إنسان عروة بن محمد بشيء أغضبه , فخرج وتؤضأ ورجع وقال : حدثني أبي عن جده عن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أنه قال : الغضب من الشيطان , والشيطان خلق من النار , وإنما يطفئ الماء النار , فإذا غضب أحدكم فليتوضأ .
Página 49