200

La Epístola Qushayriyya

الرسالة القشيرية

Investigador

الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف

Editorial

دار المعارف

Ubicación del editor

القاهرة

وَقَالَ الواسطي طرب دَاوُد ﵇ وَمَا هُوَ فِيهِ من حلاوة الطاعة أوقعه فِي أنفاس متصاعدة وَهُوَ فِي الحالة الثَّانِيَة أتم منه فِي وقت مَا ستر عَلَيْهِ أمره. وَقَالَ بَعْضهم: توبة الكذابين عَلَى أطراف ألسنتهم يَعْنِي قَوْل أستغفر اللَّه. وسئل أَبُو حفص عَنِ التوبة فَقَالَ: لَيْسَ للعبد فِي التوبة شَيْء، لأن التوبة إِلَيْهِ لا منه وقيل: أوحى اللَّه سبحانه إِلَى أدم يا آدم ورثت ذريتك التعب والنصب وورثتهم التوبة من دعاني مِنْهُم بدعوتك لبيته كتلبيتك يا آدم احشر التائبين من القبور مستبشرين بي ضاحكين ودعاؤهم مستجاب. وَقَالَ رجل لرابعة إني قَدْ أكثرت من الذنوب والمعاصي فلو تبت عَلِي يتوب عَلِي فَقَالَتْ لا بَل لو تاب عليك لتبت واعلم أَن اللَّه تَعَالَى قَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: ٢٢٢] ومن قارف الزلة فَهُوَ من خطئه عَلَى يقين فَإِذَا تاب فَإِنَّهُ من القبول عَلَى شك لا سيما إِذَا كَانَ من شرطه وحقه أَن يَكُون مستحقا لمحبة الحق وإلى أَن يبلغ العاصي محلا يجد فِي أوصافه أمارة محبة اللَّه إياه مسافة بعيدة فالواجب إذن عَلَى العبد إِذَا علم أَنَّهُ ارتكب مَا تجب منه التوبة دوام الانكسار وملازمة التنصل والاستغفار كَمَا قَالُوا استشعار الوجل إِلَى الأجل وَقَالَ عز من قائل: قل إِن كنتم تحبون اللَّه فاتبعون يحببكم اللَّه وَكَانَ من سنته ﷺ دوام الاستغفار، وَقَالَ ﷺ: إنه ليغان عَلَى قلبي فأستغفر اللَّه فِي اليوم سبعين مرة. سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن عَلِي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن سهل يَقُول: سمعت يَحْيَي بْن معاذ يَقُول: زلة واحدة بَعْد التوبة أقبح من سبعين قبلها

1 / 214