Carta de Ibn Qayyim a Uno de sus Hermanos

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
42

Carta de Ibn Qayyim a Uno de sus Hermanos

رسالة ابن القيم إلى احد إخوانه

Investigador

عبد الله بن محمد المديفر

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

وجمع -سبحانه- بين الصبر واليقين؛ إذ هما (^١) سعادة العبد، وفقدهما يُفقده (^٢) سعادته، فإن القلب تطرقه طوارق الشهوات المُخالفة لأمر الله (^٣)، وطوارق (^٤) الشبهات المخالفة لخبره، فبالصبر يَدفع الشهوات، وباليقين يَدفع (^٥) الشبهات (^٦). فإن الشهوة والشبهة مضادتان للدين من كل وجهٍ، فلا ينجو من عذاب الله (^٧) إلا من (^٨) دفع شهواته بالصبر، وشبهاته باليقين؛ ولهذا أخبر -سبحانه- عن حبوط أعمال أهل الشهوات والشبهات فقال -تعالى-: ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩]، فهذا (^٩) الاستمتاع بالخلاق هو استمتاعهم بنصيبهم من الشهوات، ثم قال: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾، وهذا هو الخوض بالباطل (^١٠) في دين الله وهو خوض أهل الشبهات (^١١). ثم

(^١) في ج (بينهما لأن بهما) بدل (بين الصبر واليقين إذ هما). (^٢) في ب (نعقد) بدل (يفقده)، وفي ج (وبفقدهما يفقد) بدل (وفقدهما يفقده). (^٣) في ج (للأمر) بدل (لأمر الله). (^٤) طوارق، في هذا الموضع وفي الذي قبله سقطتا من ج. (^٥) في ج (تدفع) في الموضعين. (^٦) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية (١/ ١٠٦). (^٧) (من عذاب الله) ساقطة من ج. (^٨) (من) ساقطة من ب. (^٩) في ج (و) بدل (فهذا). (^١٠) في ب (خوض أهل الباطل) بدل (الخوض بالباطل). (^١١) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ١٠٧).

1 / 18