وأما الشماخي فيذكر شيئا جديدا لم يذكره غيره من كتاب السير، إلا أبا عمار في موجزه، وهو خلاف التلامذة الأربعة لشيخهم - في المسائل الثلاث المذكورة في الرسالة -، وهم: عبد الله بن عبد العزيز، وأبو المؤرج، وشعيب بن المعروف، وسهل بن صالح. غير أنه لم يشر إلى هذه الرسالة أصلا.
عنوان الرسالة:
لا نجد عنوانا لهذه الرسالة، عند الشماخي في إحالته إليها، ولا نجده كذلك في استهلال هذه المخطوطة، ولا في آخرها.
واخترنا لها عنوان: «الرسالة الحجة»، للعبارة الواردة في مقدمتها إذ يقول: «... لتكون حجة للمسلمين بعدهم وليفتدوا بها...» (¬1) .
مؤلفوا الرسالة وناسخها:
نستخرج من نص الرسالة الحجة، ومن المصادر المعتمدة في ضبط النص، أن مؤلفوا الرسالة: الربيع بن حبيب، ووائل بن أيوب، ومخلد بن العمرد (¬2) .
أما ناسخها فهو عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة، لصريح عبارة الرسالة: «...جاء بها مخلد بن العمرد إلى عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة، ودفعها إليه، وأمره بنسخها، لتكون حجة للمسلمين» (¬3) .
فحوى الرسالة
يتبين من مقدمة الرسالة ونصها ما يلي:
1. أنها كتبت بمكة، مما يدل على اجتماع الأيمة في مسائل معينة، ويعتبر الحكم الصادر عنهم إجماعا لأهل المذهب: المشارقة والمغاربة.
2. اعتبار الرسالة حجة للمسلمين، ليتعرفوا على فتيا الأيمة الأوائل في تلك المسائل، وفي حكم من خرج على إمامه دون علة أو سبب.
3. استهلت الرسالة بالعصمة من الشبهة، والتزام التقوى.
4. ثم سرد المنطق الذي تكلم به شعيب وأصحابه، في عهد أبي عبيدة، ثم في عهد الربيع.
5. الإجماع في الرد على هذه البدع، والبراءة ممن يقول بها.
¬__________
(¬1) - انظر متن الرسالة، ص3.
(¬2) - انظر ملحق 1: التراجم، ص29. للتوسع في معرفة رجال هذه الرسالة
(¬3) - متن الرسالة، ص3.
Página 7