3- أجوبة ابن خلفون في الفقه المقارن.
وواصل على ذلك النهج إلى أن فقدته الأمة الإسلامية، إذ غاب عن الأسماع سنة 1986م، فتأثرت به الأثر البليغ، ودعوت الله أن يوفقني لأنهج نهجه السديد.
ولقد تناول تحقيق التراث الإباضي من غير الإباضية كثير، لكن ما يلاحظ عليهم - غالبا - حمل أفكار مسبقة، لا تخلو من النزعة الانتمائية، مما ينقص من نزاهة تلك التحقيقات، لذلك قال الحكماء:
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك
فكان لزاما على الإباضية اليوم - وعلى غيرهم - أن يحققوا تراثهم بأنفسهم حتى يرفعوا اللوم عن غيرهم؛ وأرى ضرورة توجه طلبة المعاهد والجامعات إلى هذا المنحا لإحياء تراث الأولين جهابذة العقول، مع دراسة جدية تعضدها.
ومن الأسباب التي دفعت بي إلى اختيار هذا المخطوط:
أولا: أسفي على بعض المخطوطات التي تطبع اليوم دون مراجعة ولا تحقيق، وما يكثر فيها من أخطاء، ويعتريها من غموض يفسد من قيمتها العلمية والتاريخية.
ثانيا: قدم الرسالة، وأهميتها التاريخية، إذ تعتبر كنزا مفقودا من العهد الأول، حيث يرجع تاريخها إلى الرعيل الأول من أيمة المذهب المجتهدين.
ثالثا: أهميتها في إبراز جهود العلماء في إحياء السنة، روايتها، والتشدد في الحق ضد كل من خرج عن ظاهر النص القطعي، إلى استعمال القياس دون دليل، حتى ولو كان من مذهبهم.
رابعا: اختفاء نص الرسالة - مع أهميتها - من كتب السير والروايات، ما عدا الشماخي الذي أورد جزءا منها مبثورا.
خامسا: قيمة الوثيقة من حيث تحديدها للعلاقة بين إباضية المشرق وإباضية المغرب، وضبطها لأماكن تمركز بعض الأعلام والحركات، والتحقيق في أسمائهم وفي فترة حياتهم، مما قد نفقده في كتب التراجم والسير.
نبذة عن تاريخ المذهب:
Página 3