من عبد الوهاب ومن معه، وأحل دماءهم، واستقبل الحاج، فأظهر مثل [ذلك] (¬1) .
[رأي الربيع والمسلمين في فتنة النكار]
فلما رأى الربيع والمسلمون معه ما كان من شعيب، ومن مسير أبي قدامة ومن قبله، نظروا واجتهدوا في النظر لله ولدينه، ولأهل دينه، فرأوا أن من عمل بمثل ما عمل به شعيب فهو هالك، بريء من الإسلام حتى يتوب ويراجع الحق.
فأظهروا البراءة منه، حيث لم يسعهم إلا ذلك [ ] (¬2) وهم أهل بغي وعدوان، (¬3) وأن أصحاب أبي قدامة ومن قتل منهم قتل باغيا معتديا (¬4) ، ومن بغي منهم فهو هالك، إلا من تاب وندم، وراجع الحق وأهله، فمن تاب لم يعير بما كان منه، وقبل ذلك منه (¬5) .
[النهي عن الافتتان]
فاتقوا الله يا معشر المسلمين، فعليكم بالذي [كان] (¬6) عليه أسلافكم من ولاة (¬7) المسلمين وأيمتهم، وأهل الفضل منهم؛ واتركوا ما أحدث هؤلاء النفر، وما جاؤوا به وتكلموا فيه، وأدخلوه على المسلمين؛ فإنهم يروون عن النبيء - عليه السلام -: «إن كل حدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» (¬8) .
¬__________
(¬1) - في الأصل: - "ذلك". + من الشماخي. وإلى هنا انتهى نص الشماخي، وبالتالي انتهت المقارنة. ... *الشماخي: كتاب السير، ج1/ص134-136.
(¬2) - طمس في الأصل قدر ست كلمات.
(¬3) - من هنا يعود الشماخي ليذكر جزءا آخر من الرسالة: «وفيها أن أصحاب أبي قدامة... وقبل ذلك منهم. انتهى».
... ... *الشماخي: كتاب السير، ج1/ص136.
(¬4) - الشماخي: "متعديا".
(¬5) - الشماخي: "منهم".
(¬6) - طمس قدر كلمة لعله: "كان".
(¬7) - في الأصل: "ولات"، وهو خطأ.
(¬8) - في حديث عن عرباض بن سارية عن النبيء صلى الله عليه وسلم: «... وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».
... رواه أبو داود، باب وجوب لزوم السنة، ج2/ص506.
... ورواه الترمذي، وقال : حديث حسن صحيح.
... وانظر: *النووي: شرح الأربعين حديثا النووية، ج
... ... وعن جابر بن عبد الله عن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقول: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة...». رواه مسلم، في صحيحه بشرح النووي، باب خطبته (ص) في الجمعة، ج6/ص153.
Página 28