(قلت) : وهو مذهب ابن الزبير فقد روى أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار (ج1 ص200) بسنده إلى شعبة قال عن الأزرق ابن قيس قال : صليت خلف ابن الزبير فسمعته يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين} ، وذكرت جميع ألفاظ الفاتحة إلى آخرها ثم يقرأ ما تيسيرى ..إلخ ولم تذكر فيه لفظ آمين .
وروى أحمد بن عبد الرحمن البنا عن أبي هريرة قال : ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل بهن تركها [44] الناس .. ، وذكر منها التأمين في الصلاة . قال البنا في شرحه لمسند أحمد / الحديث أخرجه ( ...... والأربعة لا ابن ماجة ...
ورواه أيضا الخطيب البغدادي في كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق (ج2 ص...) طبعة أولى دار الفكر ، وراوه أحمد بن حنبل . راجع شرح البنا على المسند (ج3 ص166) طبعة ثانية دار إحياء التراث العربي ، انتهى ...
وأنت تعلم أن الصحابة لا تتفق على ترك التأمين إلا وقد علمت نسخه وأن لم يعلمه أبو هريرة .
وذكر السيوطي في شرح سنن النسائي المعروف بزهر الربى والمطبوع مع حاشية السندي رواية أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب لم يسمع منهما التأمين .
وأخرج ابن ماجة في سننه (ج1 278) بسنده إلى أبي هريرة قال : ترك الناس التأمين وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال آمين . قال : فيرتج بها المسجد ، فترك الناس التأمين .
قال في تخريج ابن ماجنة : والحديث رواه ابن حبان في صحيحه بسند غير سند ابن ماجة . انتهى .
والناس جميعا لا يتركونه تعمدا للمعصية ومخالفة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حاشا لله أن يكون منهم ذلك .
كذلك : وإنما تركوه لصدور نهي من [45] رسول الله بترك التأمين ، وقد رواه أبو هريرة نفسه كما قدمنا .
ولكن صدق رسول الله في قوله : ((رب حامل فقه غير فقيه)) ومنهم أبو هريرة حيث لم يفقه الناسخ وقد رواه .
Página 29