86

Riqueza y Llanto

الرقة والبكاء لابن قدامة

Investigador

محمد خير رمضان يوسف

Editorial

دار القلم،دمشق،الدار الشامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Ubicación del editor

بيروت

الْبِلَادِ؟ ثُمَّ انْتَزَعُوا خِطَامَ بَعِيرِهَا مِنْ يَدِهِ، وَغَضِبَتْ بَنُو عَبْدِ الأَسَدِ، فَقَامُوا إِلَى سَلَمَةَ وَهُوَ فِي حِجْرِهَا، فَأَخَذُوا بِيَدِهِ، وَقَالُوا: وَاللَّهِ لا نَتْرُكُ صَبِيَّنَا مَعَهَا إِذْ أَخَذْتُمُوهَا مِنْ زَوْجِهَا، فَتَجَاذَبُوا الْغُلَامَ بَيْنَهُمْ حَتَّى خَلَعُوا يَدَهُ، فَانْطَلَقَ أَبُو سَلَمَةَ، وَأَمْسَكَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ، وَأَخَذَ بَنُو عَبْدِ الأَسَدِ مِنِّي ابْنِي، فَمَا لَقِيَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحُزْنِ إِلا دُونَ مَا لَقِيتُ، فُرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي وَبَيْنَ ابْنِي، فَكُنْتُ أَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْبَطْحَاءِ، فَأَبْكِي حَتَّى اللَّيْلِ، فَمَا أَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةَ، فَقَالَ: أَلا تُخْرِجُونَ هَذِهِ الْمِسْكِينَةَ؟ حَبَسْتُمُوهَا عَنْ زَوْجِهَا، وَحَبَسْتُمْ عَنْهَا ابْنَهَا؟ قَالَتْ: فَرُدُّوا عَلَيَّ ابْنِي، وَخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ الْخُرُوجِ إِلَى زَوْجِي، فَانْطَلَقَتْ إِلَيْهِ ". قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: «ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا تَدَبَّرَتْ أَمْرَهَا فِي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ خَافُوهُ وَرَأَوْا مَنِ اتَّبَعَهُ، وَعَرَفُوا أَنْ قَدْ عَاقَدَهُ الْقَوْمُ عَلَى حَرْبِهِمْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يُزَايِلَهُمْ، فَاجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ فِي دَارِ النَّدْوَةِ لِلْمَشُورَةِ فِيهِ، فَلَمْ يُمَكِّنْهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ، فَمَكَثَتْ قُرَيْشٌ عَلَى ذَلِكَ، مِنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُجْتَمَعَ رَأْيِهِمْ فِيهِ، مُتَظَاهِرِينَ عَلَيْهِ، يُغْرُونَ بِهِ سُفَهَاءَهُمْ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً بِمَكَّةَ، ثُمَّ أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَمَرَهُ بِالْهِجْرَةِ، وَافْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْقِتَالَ عَلَى دِينِهِ»

1 / 128