من قبيل الصدفة.
على يد طيار ابتعد كثيرا عن مساره بسبب عاصفة ترابية؟
أكان ذلك ما رآه بيل كينريك حين خرج من تلك السحابة البنية الرملية التي أعمته وقارعته؟ قصور فارغة وسط الرمال؟ أكان ذلك هو ما خرج عن مساره ليبحث عنه - أو ربما ليشاهده - حين «بدأ يعتاد على الوصول بالطائرة متأخرا»؟
لم يقل شيئا بعد تلك التجربة الأولى. وذلك أمر يمكن تفهمه إن كان ما رآه هو مدينة في الرمال. كان من حوله سيضايقونه بسبب هذا؛ كانوا سيضايقونه قائلين إنه يتبع سرابا ويفرط في الشراب وما إلى ذلك. وحتى إن كان أحد الطيارين في شركة أورينتال كوميرشال قد سمع بالأسطورة من قبل - وهو ما كان غير مرجح في مجموعة تتسم بالتغير المستمر واللامبالاة - فإنهم كانوا سيضايقونه لأنه تبع أفكارا نابعة من آماله ورغباته. لذا فإن بيل - الذي كتب حروف
m
و
n
الملاصقة بعضها لبضع في إحكام، وكان «فقط حذرا بعض الشيء» - لم يقل شيئا وعاد ليلقي نظرة أخرى. عاد مرة تلو الأخرى. إما لأنه أراد أن يجد المكان الذي رآه أو لينظر إلى مكان كان قد حدد موضعه بالفعل.
أخذ يدرس الخرائط. ويقرأ الكتب عن شبه الجزيرة العربية. ثم ...؟
ثم قرر المجيء إلى إنجلترا.
Página desconocida