نفسي المقابر في أسلاخ أحياء
في كل دار شباب ينهضون بها
إلى العلا بين جيران وأعداء
لا يحفلون أعاشوا وهي ناجية
أم أصبحوا طي أرماس وأحناء
يعلو بهم ذكر من بادوا ومن لحقوا
وأنتم عار آباء وأبناء
ويتصور القارئ «معلم إنشاء» يعالج في طويته كل هذا النفور الثائر على أعراض الاستكانة والخور، ثم يرى أمامه - عند جمعه لأول محصول من محاصيل الكراسات الإنشائية - تلا من تلك الكراسات لا تخلو إحداها من ميزاب دمع أو مأتم شجو وأنين!
لقد كانت «مظاهرة» ضعف لم أجد ما أقابلها به غير مظاهرة سخرية تصلح لها، أوحاها إلي منظر حجرة المطبخ التي تطل عليها الفرقة المدرسية، وفيها خزين اللوازم المدخرة لإعداد الطعام من البصل والثوم والأرز والدقيق وما إليها، وكانت المدرسة الإعدادية التي اشتغلت بالتعليم فيها مع صديقي المازني مدرسة «نصف داخلية»؛ أي إنها تقدم طعام الغداء للطلبة ولمن يشاء من المدرسين، مع خصم ثمن الوجبات آخر الشهر من المرتب وعليه الزيادة من حساب القهوة أو الشاي أو الأشربة الصيفية.
واستدعيت الطباخ إلى الغرفة، وسألته سؤال العارف كما يقال: أعندك بصل صعيدي حار؟
Página desconocida