155

Viaje de invierno y verano

رحلة الشتاء والصيف

Editor

الأستاذ محمَّد سَعيد الطنطاوي

Editorial

المكتب الإسلامي للطباعة والنشر

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٣٨٥ هـ

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

geografía
شِعرٌ بِشعرٍ ليس فيه ربًا وقد ... زاد العيار بوزن هذا الأشرفي
وحكى النواجي في حَلْبَة الكُمَيْت أن أعرابيًا قصد المأمون وقال له: قلت فيك
شعرًا. قال: أنشده. فأنشد:
-
حياك ربُّ العرشِ حياكا ... إذ بجمال الوجه رقّاكا
بغداد من نورك أشرقت ... وأورقَ العودُ بجدواكا
فقال المأمون: يا أعرابي قلت فيك شعرًا، وأنشد:
حياك رب العرش حياكا ... إن الذي أملت أخطاكا
أتيت شخصًا قد خلا كيسهُ ... ولو حوى شيئًا لأعطاكا
فقال الأعرابي يا أمير المؤمنين إن بيع الشِعر بالشِعر ربًا، فاجعل بينهما شيئًا حتى يستطاب. فضحك المأمون وأمر له بصلة.
وكان ظافر الشاعر حسن البديهة، قال القاضي أبو عبد الله الآمدي حاكم الإسكندرية: دخلت على الأمير ابن طقز في أيام ولايته للثغر، وفي يده خاتم قد ضاق على يده حتى ورمت إصبعه جدًا، فأستدعى الحدّاد وقطع الحلْقة، فأنشده ظافر على البديهة:
قصَّر في وصافك العالمُ ... وكثر الناظم والناثرُ
من يكن البحر له راحة ... يضيق عن خنصر الخاتمُ
فاستحسن الأمير ذلك ووهب له الخاتم، وكان من ذهب! وكان عند الأمير غزال مستأنس به، قد ربض ثم جعل رأسه في حجر الأمير، فقال ظافر المذكور:
عجبت لجرأة هذا الغزال ... وأمْن تخطّى به واعتمد
وأعجبه إذ بدا جاثمًا ... وقد اطمأنَّ وأنت الأسد
فزاد الأمير والحاضرون في استحسان ذلك، ثم انصرف وتركنا متعجبين من بديهته.
اقتباس لبعضهم:

1 / 157