يهوديا. وعلى بعد عشرة أميال منها تقيم طائفة الدروز (1) وهي في خصام مستمر معل أهل صيداء. وهؤلاء لا دين يعرف لهم. يعتصمون فوق قمم الجبال وشعاب الصخور ولا يمتون بطاعة لملك أو أمير.
ومضاربهم على بعد ثلاثة أيام من جبل حرمون. وهم إباحيون. ينكح الرجل منهم ابنته. ولهم عيد يحتفلون به مرة في العام. يجتمعون به في صعيد واحد، يأكلون ويشربون، فيستبيح بعضهم نساء بعض.
ومن عقائدهم السقيمة أن الروح الزكية إذا فارقت الجسم عند الوفاة حلت في جسم طفل آدمي يولد في تلك اللحظة أما الروح الشريرة فتحل في جسم كلب أو حمار وما شاكل. ولا يوجد بينهم من اليهود سوى بعض أرباب الحرف والصباغين، يقيمون عندهم ردحا ثم يعودون إلى أهلهم. ومعاملة هؤلاء لليهود حسنة. وهم يتسلقون الجبال بخفة غريبة، يعتصمون بها، فلا يقدر أحد على مناجزتهم بنجاح. وعلى مسيرة نصف يوم منها:-
Página 236