الذي يفصل ما بينهم والمدينة. فإذا أراد أحدهم الخروج إلى البلد للبيع والشراء وصل إليها عن طريق البحر. وفي هذه المدينة نحو ألفي يهودي من الرابيين وخمسمائة من القرائين (1). والطائفتان تقيمان في حي واحد يفصل ما بينهما سور. وعلى رأس الرابيين من العلماء الأعلام، الرابيون أبطليون وعوبدية وهرون خوسفو ويوسف سرجينو والعميد إلياقيم. ويحترف أغلب يهود قسطنطينية حياكة الأثواب الحرير. وبينهم التجار ذوو الثروة الواسعة. ويلحق باليهود أذى شديد من سائر السكان. فركوب الخيل محظور عليهم، باستثناء ر. سليمان المصري طبيب الملك الخاص (2). ولهذا الطبيب حظوة لدى الملك، وبفضل نفوذه يتمتع اليهود ببعض الامتيازات وسط موجة الاضطهاد المحيقة بهم. ويصيب الدباغين من اليهود بوجه خاص ضيق كبير، لأنهم مضطرون إلى طرح المياه القذرة في الأزقة والشوارع المحاذية لمدابغهم، يتلوث بها السابلة من الروم فيزدادون كراهية لهم، فيصبون
Página 224