Viaje en el pensamiento de Zaki Najib Mahmud
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Géneros
97 (15)
وأخيرا مهما يكن من أمر الانتقادات التي يمكن أن توجه إلى هذه الفلسفة العربية الثنائية المقترحة، فسوف يبقى لمفكرنا الكبير أنها أول محاولة لإقامة «فلسفة»، ووضع نسق للأفكار المبعثرة التي اقتصرت عليها نهضتنا حتى الآن.
ولقد كان من الضروري أن تظهر فلسفة تضم شتات الأفكار الكثيرة التي ظهرت عن الحرية، والعدالة، والمساواة، والتقدم، والتراث، والمعاصرة، والعلم، والدين، والوجدان، والعقل ... وعشرات غيرها امتلأت بها الساحة الثقافية منذ نحو قرنين، دون أن تسلك في عقد واحد، ولن يكون في استطاعتنا أن نقول إن عندنا «فلسفة عربية» ما لم تجمع هذه الأفكار في نسق واحد، وتفسرها فكرة واحدة. ولقد أخذ مفكرنا بيدنا ليخطو بنا أول خطوة على طريق التفلسف، ونأمل أن يتلوها خطوات.
الباب الثاني
الفلسفة الثنائية عند زكي نجيب محمود
الفصل الأول
زكي نجيب محمود في تيار النهضة العربية
تمهيد
في ظني أن معظم الأخطاء التي وقع فيها كل من أراد أن يقيم فكر زكي نجيب محمود، إنما ترجع إلى سبب رئيسي واحد هو عدم متابعة تطوره الفكري، والاكتفاء بالنظر إليه من خلال الوضعية المنطقية وحدها؛ ومن ثم اعتباره: «صاحب مدرسة فلسفية يثابر على إثرائها وتدعيمها منذ سنوات في إخلاص ودأب وأناة ...»
1
Página desconocida