يدخله الجنة. قالوا : لم ندر. ثم إني بعد أن وليت إلى بلاد المسلمين بمدينة مراكش واتصلت بكتاب يسمى بالسيف الممدود في الرد على اليهود (100) لعبد الحق الإسلامي (101) رحمه الله قال : إنه كان من أحبار اليهود ووفقه الله تعالى لدين الإسلام ، وأتى بالنصوص من التوراية بالخط العبراني ويضعها في طرة الكتاب. ثم كتب الألفاظ بالخط العربي في داخل الأسطار ، ثم تفسير المعنى بإثره. وذكر في مواضع من التوراية اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برموز وحلها بأسرار الحروف. والذي بقي في حفظي واحد منها. واكتفيت به عن غيره. وهو كاف باين وذلك أنه قال في التوراية في باب : يدخل الله جن الجنة فأما جن فهو اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو اسمه أحمد ، لأن النون تنقط خمسين بالحساب المشرقي والمغربي ، وكذلك الجيم ثلاثة ، والمجموع ثلاثة وخمسون ، وهو ما تنقط حروف أحمد بالاصطلاح المشرقي والمغربي. فأما الألف فواحد ، والحاء ثمانية ، والميم أربعون ، والدال أربعة ، فالمجموع ثلاثة وخمسون. وهذا برهان ودليل قطعي أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مذكور اسمه في التوراية إلى الآن.
ووجدت فيها أيضا أن الإثنى عشر سبطا من بني إسرائيل السبعة منهم أمهاتهم كل واحدة أم ولد وليس بزوجة نكاح ، ومن المسائل التي قالوا لي اليهود أن أصلنا القديم من سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وأن أمه ليست كأم سيدنا إسحاق عليه السلام لأنها كانت زوجة لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وأم إسماعيل عليه السلام مملوكة. قلت لهم : كل ما فعل الأنبياء عليهم السلام فهو موافق لما أباحه الله تعالى. ثم نسألهم عن الإثنى عشر سبطا فيقولون : هم الأصل في الدين ، وهم المذكورون المقبولون عند الله تعالى. ثم أقول لهم : فالسبعة منهم لم تكن أمهاتهم زوجة نكاح ، وكما هم عندكم في مقام محمود ، كذلك كان مقام سيدنا إسماعيل عليه السلام ولا يجوز لكم أن تستنقصوه بسبب
Página 89