125

ضربك إياها أكثر من خوفها من عذاب الله. ورجعت نضرب نفسي بعد سجدتي السهو على رجلي اليسرى بالقضيب ، لأن النفس والشيطان من أهل الشمال. والقضيب إلى الآن عندي ، فإذا نظرت إليه يجتمع فكري في الصلاة بعض المرات. وانتفعت به نفعا جيدا. وحصلت لي فائدة بالبرهان والعيان. إن الله يريد من الإنسان قولا باللسان ، وإخلاصا بالقلب ، وعملا بالجوارح. وفهمت من الآية المتقدم (259) ذكرها : ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث )، إنه الأمر بالضرب بالقضيب بعد ترقيع الصلاة على وجه التداوي لنفسي على وجه الاختصاص (260). ونعود بالله من كل بدعة غير مستحسنة.

نسأل الله سبحانه ، الرحمان الرحيم ، أن يعفو عني فيما خصني (261) من الإخلاص فيما مضى ، ويوفقني فيما بقي ، وأن يستر عيوبنا ، ويغفر ذنوبنا ، ويختم علينا بخواتم السعادة ، ولقارئ هذا الكتاب ، ولكاتبه ، ومستمعه (262) ، ولمن رأى فيه عيبا حقيقة وأصلحه ، والمغفرة للوالدين ، ولكافة أييمتنا ، وللمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، بفضل سيدنا محمد ، سيد الأولين والآخرين ، وخاتم النبيين ، وإمام المرسلين ، وحبيب رب العالمين ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

وقد قرأت هذا الكتاب بمصر المحروسة بالله على العلامة الشيخ علي الأجهوري (263)، فقيه شهير في المذهب المالكي ، يثنى عليه في مصر وغيرها في كثير من البلدان والأقطار ، المرة الأولى في الرحلة المذكورة في أول الكتاب ، ثم مرة ثانية (264) حين استخرجت هذا منها على أمره. وطلبت منه أن كل ما يظهر له أنه

Página 143