153

Viaje

رحلة

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

geografía
وكثر الله في همومي ... إن كان غير الخلاص همي وإن أنعم سيدي بالإلماع بحالة، وحال الولد المبارك، فذلك من غرر إحسانه، ومنزلته في لحظ لحظي بمنزلة إنسانه، والسلام. العودة إلى المغرب الأقصى ولما كنت في الاعتمال في مشايعة السلطان عبد العزيز ملك المغرب، كما ذكرت تفاصيله، وأنا مقيم ببسكرة في جوار صاحبها أحمد بن يوسف بن مزنى، وهو صاحب زمام رياح، وأكثر عطائهم من السلطان مفترض عليه في جباية الزاب، وهم يرجعون إليه في الكثير من أمورهم، فلم أشعر إلا وقد حدثت المنافسة منه في استتباع العرب، ووغر صدره، وصدق في ظنونه وتوهماته، وطاوع الوشاة فيما يوردون على سمعه من التقول والاختلاق، وجاش صدره بذلك، فكتب إلى ونزمار بن عريف، ولي السلطان، وصاحب شواره، يتنفس الصعداء من ذلك، فأنهاه إلى السلطان، فاستدعاني لوقته، وارتحلت من بسكرة بالأهل والولد، في يوم المولد الكريم، سنة أربع وسبعين، متوجهًا إلى السلطان، وقد كان طرقه المرض، فما هو إلا أن وصلت مليانة من أعمال المغرب الأوسط، فلقيني هنالك خبر وفاته، وأن ابنه أبا بكر السعيد نصب بعده للأمر، في كفالة الوزير أبي بكر بن غازي وإنه ارتحل إلى المغرب

1 / 179