الكلام بين يدي الفقيه الإمام أبي الحسن اللخمي (1) في حكم السفر إلى الحج مع فساد الطريق ، وهل الأولى تركه احتياطا على النفس ، أو الاستسلام في التوجه إليه؟ وكان اللخمي مائلا إلى ترجيح الترك. قال : وكان في المجلس رجل واعظ ، فقال له : يا فقيه! تسمع ما أقول؟ قال : نعم ، فأنشد : (2) [البسيط]
إن كان سفك دمي أقصى مرادهم
فما غلت نظرة منهم بسفك دمي (3)
فاستحسن كل من حضر منزعه ، وانفصل المجلس على أن الأولى هو تحمل الخطر في التوجه ، والإعراض عن تلك العوائق. وسألته عن الأديب أبي علي حسن بن علي بن عمر (4) القسنطيني المعروف بابن الفكون ، فذكر لي أنه أدركه وهو طفل صغير ، ولم يحفظ له مولدا ولا وفاة. ورمت أن أجد من أروي عنه قصيدته المشهورة في رحلته من قسنطينة إلى مراكش فلم أجده ، فقيدتها هنالك غير مروية ؛ وكان القسنطيني كتب بها إلى أبي البدر بن مردنيش وهو بقسنطينة ، وهي هذه : (5) [الوافر]
Página 96