180

قلت : والفقيه الإمام أبو الحسن زين الدين مما يسر العاقل بمعرفته ، ويطنب القائل في صفته. ولولا اتقاء فيما يتطرق إلى الكلام من الهوى ، لبالغت فأبلغت بريد القلب ما نوى ، على أنه قد ترجم [58 / ب] عن كماله عدم أضرابه في القطر وأشكاله ، لا أخلى الله الأرض من مثله (2)، ولا أعدمه من إحسانه ثجاج وبله ، بمنه وجوده وفضله.

* [لقاؤه للغرافي]

ولقيت بالإسكندرية سيدي الشيخ الأجل ، الراوية ، المحدث ، الشريف ، الأوحد ، ذا الحسب الباهر ، والشرف الظاهر ، والأخلاق المعربة عن الكمال ، والعزة الفاضلة التي تدل عليه من غير سؤال ، سليل بيت النبوة ، وحليف الفضل الظاهر والمروة ، تاج الدين ، أبا الحسن ، علي بن الشيخ الفقيه العالم المحدث أبي العباس أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي (3)، حفظ الله عليه ما منحه من الفضائل ؛ وما أقام له على صحة كماله من الدلائل ؛ لقيته فرأيت منه فضلا لو تجسد لملأ الفضاء ؛ وعقلا سلب النيق (4) الركانة (5) والمرهف المضاء ، وبشرا لو كان في وجه الدهر لم تخش (6) نوائبه ؛ وأريحية علوية (7)

Página 245