89

Rights of the Prophet ﷺ on His Nation in Light of the Quran and Sunnah

حقوق النبي ﷺ على أمته في ضوء الكتاب والسنة

Editorial

أضواء السلف،الرياض

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨هـ/١٩٩٧م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

المطلب الثاني: الأدلة من القرآن الكريم على ختم النبوة أ- آية الختم: قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ . والآية نص صريح واضح على ختم النبوة بمحمد ﷺ وكونه خاتم الأنبياء وآخرهم مبعثا فلا نبي بعده ولا رسول. وقد سبق الربط بين دلالة الآية والمعنى اللغوي لكلمة "ختم". وتتميما للفائدة سأعرض بعض ما ذكره علماء التفسير عند تفسير هذه الآية. قال ابن جرير الطبري ﵀: "يقول تعالى ذكره ما كان أيها الناس محمد أبا زيد بن حارثة١ ولا أبا أحد من رجالكم، الذين لم يلده محمد، فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها، ولكنه رسول الله وخاتم النبيين الذي ختم النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد من بعده إلى قيام الساعة، وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علم لا يخفى عليه شيء"٢. وقال ابن كثير ﵀: "فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فكل رسول نبي ولا ينعكس، بذلك وردت الأحاديث المتواترة

١ زيد بن حارثة بن شراحيل الكعبي، تبناه النبي ﷺ وكان يدعى زيد بن محمد حتى نزلت الآية ﴿ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ﴾ شهد بدرا وما بعدها واستشهد في غزوة مؤتة. الإصابة (١/ ٥٤٥- ٥٤٦) . ٢ تفسير الطبري (٢٢/ ١٦) .

1 / 105