قِتَالٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﵎ فِينَا: وَلَهُ أَسْلَمَ من في السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ٣: ٨٣ [١]، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ حَمَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﵌ صَدَقَاتِ أَمْوَالِنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَحْمِلَهَا إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَقَمْتَ عِنْدَنَا أَطَعْنَاكَ، وَإِنْ ظَعَنْتَ عَنَّا خَفَرْنَاكَ) .
قَالَ: ثُمَّ وَثَبَ إِلَيْهِ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ [٢]، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخُ عَبْدِ الْقَيْسِ وَأَسَنُّهَا فَقَالَ: (يَا أَبَانُ، إِنَّ اللَّهَ ﷿ قَدْ كَثَّرَ بِالإِسْلامِ عَدَدَنَا، وَشَدَّ بِهِ قُلُوبَنَا وَأَلْسِنَتَنَا، فَلَسْنَا نَخَافُ أَعْدَاءَنَا مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ أَبَيْتَ الْمُقَامَ بِأَرْضِنَا، فَإِنْ كَانَ أَوْحَشَكَ مِنَّا شَيْءٌ أَمَنَّاكَ مِنْهُ، وَإِنْ خَشِيتَ أَنْ تَعْجِزَ عَنْ وُلايَتِنَا أَعَنَّاكَ بِأَنْفُسِنَا، وَإِذَا أَرَدْتَ خَيْرًا مِمَّا أَنْتَ فِيهِ بَذَلْنَا لَكَ أَمْوَالَنَا) .
ثُمَّ وَثَبَ إِلَيْهِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ الْعَبْدِيُّ [٣]، وَهُوَ الَّذِي سَوَّدَهُ النبي ﵌ على
_________
[()] سمي بالجارود بعد وقعة أغار بها على بني بكر بن وائل فظفر بهم، وقالت العرب:
جردهم. أدرك الإسلام ووفد على النبي ﵌ ومعه جماعة من قومه وكانوا نصارى، فأسلم وأكرمه النبي ﵌، ثبت في الردة على عهده، وجهه الحكم بن أبي العاص إلى فارس لقتال أهل (سهرك)، فقتل في عقبة الطين (موضع بفارس) شهيدا سنة ٢٠ هـ-، وقيل قتل مع النعمان بن مقرن بنهاوند سنة ٢١ هـ-.
(ابن سعد ٥/ ٤٠٧، تاريخ الكامل ٢/ ٢٦٥، تاريخ الإسلام ٢/ ٤٤، الإصابة ١/ ٤٤١- ٤٤٢، الأعلام ٢/ ٥٥) .
[١] آل عمران ٨٣.
[٢] هرم بن حيان العبدي الأزدي من بني عبد القيس، من التابعين النساك، كان أمير عبد القيس في الفتوح، ولي بعض الحروب أيام عمر وعثمان بأرض فارس وحاصر (بوشهر) سنة ١٨ هـ- ودخلها، وكان من سكان البصرة، بعثه عثمان بن أبي العاص أمير البحرين إلى قلعة (بجرة) ويقال لها (قلعة الشيوخ) فافتتحها عنوة سنة ٢٦ هـ-، ومات في إحدى غزواته سنة ٢٦ هـ-.
(ابن سعد ٧/ ٩٥، أسد الغابة ٥/ ٥٧، تاريخ الإسلام ٣/ ٢١١، صفة الصفوة ٣/ ١٣٧، الإصابة ٦/ ٥٣٣، البيان والتبيين ١/ ٣٦٣، الأعلام ٨/ ٨٢) .
[٣] المنذر بن عائذ العبدي المعروف بالأشج، أشج عبد القيس، وقيل اسمه منقذ بن عائذ، قيل إنه سيدهم وقائدهم إلى الإسلام وابن ساداتهم، قال له رسول الله ﵌: يا أشج، وكان أول يوم سمي فيه الأشج.
(الإصابة ٦/ ١٢٩، ٢١٦، الاستيعاب ٤/ ١٤٤٩) .
1 / 60