قَالَ: فَارْتَدَّتْ بَنُو أَسَدٍ وَرَأَّسُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ طُلَيْحَةَ بْنَ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيَّ [١]، وَهُوَ الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ فِي أَرْضِ بَنِي أَسَدٍ، وَارْتَدَّتْ فَزَارَةُ وَرَأَّسُوا عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ [٢]، وَارْتَدَّتْ بَنُو عَامِرٍ وَغَطَفَانُ، وَرَأَّسُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ قُرَّةَ بْنِ سَلَمَةَ الْقُشَيْرِيِّ، وَارْتَدَّتْ بَنُو سُلَيْمٍ وَرَأَّسُوا عَلَى أَنْفُسِهِمُ الْفُجَاءَةَ بْنَ عَبْدِ يَالِيلَ السُّلَمِيَّ، وَارْتَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَرَأَّسُوا عَلَيْهِمُ امرأة يقال لها سجاح [٣]،
_________
[١] طليحة بن خويلد الأسدي من الشجعان الفصحاء، كان يعد بألف فارس، قدم على النبي ﵌ سنة تسع للهجرة في وفد قومه، وأسلموا، ولما رجعوا ارتد طليحة وادعى النبوّة في حياة النبي ﵌، وبعد وفاة النبي كثر أتباع طليحة من أسد وغطفان وطيئ، وجه إليه أبو بكر خالد بن الوليد فانهزم إلى بزاخة بأرض نجد وكان مقامه في سميراء في طريق مكة، وقاتله خالد ففر إلى الشام، ثم أسلم بعد أن أسلمت أسد وغطفان، ووفد على عمر فبايعه في المدينة، وخرج إلى العراق فحسن بلاؤه في الفتوح، واستشهد بنهاوند سنة ٢١ هـ-.
(تاريخ ابن الأثير ٢/ ٣٤٣- ٣٤٩، ياقوت: بزاخة، تهذيب ابن عساكر ٧/ ٩٠، تاريخ الخميس ٢/ ١٦٠، الإصابة ٣/ ٥٤٢- ٥٤٣، تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٢٥٤، الأعلام ٣/ ٢٣٠) .
[٢] عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، صحابي من المؤلفة قلوبهم، أسلم قبل الفتح وشهد فتح مكة وحنينا والطائف، بعثه النبي ﵌ لبني تميم فسبى بعض بني العنبر، كان النبي ﵌ يسميه الأحمق المطاع، ارتد زمن أبي بكر ومال إلى طليحة، ثم عاد إلى الإسلام، عاش إلى خلافة عثمان بن عفان.
(الإصابة ٤/ ٧٦٧- ٧٧٠، السيرة النبوية ج ٢ في مواضع متفرقة، جمهرة أنساب العرب ص ٢٥٦، أسد الغابة ٤/ ٣٣١، الاستيعاب ٣/ ١٢٤٩- ١٢٥١) .
[٣] سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية، من بني يربوع، كنيتها أم صادر، شاعرة أديبة رفيعة الشأن في قومها، نبغت في عهد الردة أيام أبي بكر وادعت النبوة بعد وفاة النبي ﵌، وكانت في بني تغلب بالجزيرة، وكان لها علم بالكتابة، أخذته عن نصارى تغلب، فتبعها جمع من عشيرتها بينهم بعض كبار تميم كالزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وشبث بن ربعي وعمرو بن الأهتم، فأقبلت بهم من الجزيرة تريد غزو أبي بكر، فنزلت باليمامة، فبلغ خبرها مسيلمة المتنبئ الكذاب، وقيل لها إن معها أربعين ألفا، فخافها وأقبل عليها في جماعة من قومه وتزوج بها، فأقامت معه قليلا وأدركت صعوبة الإقدام على قتال المسلمين، فرجعت إلى أخوالها في الجزيرة، ثم لما قتل مسيلمة، أسلمت وهاجرت إلى البصرة، وتوفيت فيها سنة ٥٥ هـ-.
1 / 49