============================================================
وقال تعالى: {الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أففسهم (1) قال الحسن : كان أحدهم إذا أردا أن يتصدق بصدقة نظر وتثبت فإن كانت لله جل وعز أمضاها . وقال الحسن: " رحم الله عبدا وقف عند همه" فليس يعمل عبد حتى يهم، فإن كان له مضى، وإن كان عليه تأخر.
وقال في حديث سعد، حين أوصاه سلمان الغارسي فقال: "اتق الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت" . قال الحسن : رحم الله القوم كانوا فقهاء علموا أنه لا يكون عمل حتى يكون بدؤه هما، وكذلك المؤمن هو الوقاف .
وقال محمد بن علي رضي الله عنه : " إن المؤمن وقاف متأن ، يقف عند همه لله جل وعز، وليس كحاطب ليل" .
والآي في ذلك كثير. فوصف الله جل وعز محاسبتهم أنفسهم (2) في أعمال جوارحهم، وضمائر قلوبهم بالأخلاص له.
و أما السنة التي دلت على ذلك فإن النبي عالله . قال : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى(2)" رواه عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقال ابن مسعود: من هاجر يبتغي شيئا فهو له . وقال النبي الله : "من غزا لا ينوي الا (1) سورة البقرة، الآية: 266.
(2) في ط : لأنفسهم.
(3) أخرجه : البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي، باب 1 ، ومواضع اخرى. ومسلم في صحيحه، كتاب الامارة، د 155. وابو داود في سننه، كتاب الطلاق، باب 11 والترمذي في سننه كتاب فضائل الجهاد، والنسائي في سننه ، كتاب الطهارة، باب 59. وابن ماجه في سننه ، كتاب الزهد باب 56. والامام أحمد في المسند 25/1، 543، 321/2، 373، 380، 134/6، 183، 315، 320، 329، 446، 72/6. وأخرجه أيضا الدارقطني، وإبن حبان ، والبيهقي . وآخرجه أيضا ابن المبارك في الزهدعن عمربن الخطاب: "... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته الى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها او إمرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر إليه".
Página 45