============================================================
الله عز وجل عليه بالنصر والمعونة، لما رآه قد صبر له على إدمان المجاهدة هواه.
فعند ذلك تسكن دواعي اهوى، وما عرض منها عرض بضعف وقلة، وتقوى دواعي القلب ويعظم العزم، فإذا عرض عارض الرياء نفاه سريعا ابغير مكابدة ولا كلفة.
قلت : قد تأتي حال فيها محنة شديدة وأسباب مفتنة ، فتكثر فيه الخطرات حتى لا يكاد العبد يتخلص منها ، وذلك كالشهوة العظيمة والأمر الكبير من البر الذي لا يصل إليه عامة الخلق ، فتكون الوساوس كأنها مشتبكة على القلب، فبم يدفع ذلك* قال : إذا اختبر العبد بذلك فليذكر اللها عز وجل، وعظيم قدره وصغر قدر المخلوقين في عظيم قدر الله عز وجل، وأن المنافع كلها بيده، وأن القدرة من الخلق على منافعهم عنهم زائلة، ويصغر أقدارهم، ويذكر اطلاع الله عز وجل بعد ذكر عظيم قدره، فإنه إذا فعل ذلك انجلت (1) الخطرات كما تمزق الرياح السحاب عن السماء وكما تكشف الرياح الغبار عن الصفا باب معرفة قوة الاخلاص على منازعة النفس عند العارض والنفي له قلت: إذا كرهت العارض ولم أقبله فما الدليل على أن الإخلاص في قلبي أغلب (من الرياء) (2) وفيه أكثر من منازعة النفس وإرادتها قال: ألم تعلم أن المريد لله عز وجل وللعباد قد استوت الإرادتان في قلبه ، فإذا كره ذلك كانت الارادة لله عز وجل ومعها الكراهة، فكانا معنيين، ومنازعة النفس معنى واحدا لذلك: [ كانا] أكثر وأغلب.
(1) في ط: تجلت الخطرات: خطأ (2) ما بين الحاصرتين: ساقطة من ط
Página 192