============================================================
ختلفون في ذلك بعضهم دون بعص.
فمنهم من يريد بذلك آن يعرف الناس له قدره.
ومنهم من يريد مع معرفة القدر أن ينشر هم حسن الثناء والحمد.
ومنهم من يريد بذلك الرياسة والشهرة في البلدان، والثناء والحمد والرحلة إليه .
ومنهم من يريد بذلك الشهوة عند الملوك والسلطان والتصنع للشهادات.
ومنهم من يريد بذلك أن يطمأن إليه فيحتاز الأموال ويظلم الحقوق، وهؤلاءا شر الفرق.
باب ما ينفي به الرياء قلت: فبم ينفي الرياء حتى يسلم منه العبد ؟ .
قال: إن نفي الرياء. بمعنيين أحدهما : نفي ما قد قبل من الرياء وركن إليه الا والآخر : نفي العارض بالدعاء ولم يقبله .
قلت: عنهما جميعا أسالك وأبدأ بنفي العارض.
قال: العارض لا يخلو أن يكون من العدو، أو من قبل هوى النفس (1) ؛ لأن العدو له ثلاث خطرات بذلك: أولها : الرياء بذكر اطلاع الخلق أو علمهم، أو رجاء اطلاعهم أو علمهم .
والثانية : الترغيب في حدهم، أو التحذير من ذمهم، وقد تجمع الخطرة الواحدة ذكر علمهم والترغيب في حمدهم (معا) (2) .
والثالثة : الدعاء إلى القبول، والعقد لذلك والركون إليه .ا فأقوى الناس في النفي : الراد عند الخاطر الأول، بتذكير علم الخلق والقنوع بعلم (1) في ط: من النفس من قبل هواها.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط
Página 183