163

============================================================

قال: الرياء هو : الإرادة وحدها، إلا أنه على وجهين، أحدهما أعظم وأشد والآخر أهون وأيسر وكلاهما رياء.

وإنما الوجه الذي هو أشد الرياء وأعظمه : إرادة العبد العباد بطاعة الله عز وجل، لا يريد الله عز وجل بذلك، كما قال النبي عالله : " ألا تعمل بطاعة الله تريد صالله.

الناس " (1)، وكما وصف الثلاثة : أنهم أرادوا الناس، ولم يذكر أنهم آرادوا الله عز وجل، مع إرادتهم لخلقه، وذلك عنده عظيم صراله و كذلك يروى عن النبي والله "ان المرائي ينادى يوم القيامة على رؤوس الخلائق : يا فاجر يا غادر (يا فاجر) (2) . يا مرائي، ضل عملك، وحبط أجرك اذهب فخذ آجرك ممن كنت تعمل له" (3) وقال في حديث الثلاثة أن النبي عالله خط على فخذ أبي هريرة وقال: "يا آبا هريرة أولئك أول خلق الله عز وجل، تسعر بهم نار جهنم يوم القيامة" (4) فذلك اعظم الرياء عند الله عز وجل.

وروي شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي عال قال : " أخوف ما أخاف على أمتي الرياء" (5).

(1) آخرجه : البخاري في صحيحه، تفسير سورة 47/3. وأبو داود في سننه ، الباب الثالث من كتاب الوصايا . والنسائي في سننه ، الباب الثالث من كتاب الوصايا.

(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) آخرجه : ابن أبي الدنيا في كتاب السنة والاخلاص من رواية اليحصي، عن صحابي لم يسم واسناده ضعف.

(4) أخرجه : الترمذي في سننه من حديث طويل، الباب 48 من كتاب الزهد . وإبن المبارك في الزهد (5) أخرجه : الترمذي في سننه ، الباب 24 من كتاب الحدود ، الباب 59 من كتاب الفتن، والباب 20 من كتاب الزهد. وإبن ماجه في سننه، الباب 12 من كتاب الحدود، والباب 21 من كتاب الزهد. والامام أحمد بن حنبل في مسنده 22/1، 44، 7/3، 30، 382، 126/4، 428/5، 429. وإبن المبارك في الزهد 393 وزوائد الزهد 16 .

163

Página 162