148

============================================================

(هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا؟)(1).

قال أبن عباس رضي الله عنهما : تسمع هم صوتا يخبرك ان الموت قد اهمدهم فلا حس ولا صوت.

وقال عز وجل: {يمشون في قساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى)(2) . "أفلا تسمعون".

وروي عن آبي بكر رضي الله عنه، أنه قال في خطبته : أين الوضاة (3) الحسنة وجوههم؟ آصبحوا والله تحت التراب.

وروي عنه أنه قال : أين الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط؟ قد تضعضع بهم الدهر، فأصبحوا تحت الصخور والاكام (4) .

وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه قال : أين الذين بنوا المدائن؟ وروي ذلك عن غيرهم.

وإنما أردت بهذه الأحاديث أن يعرف العبد المريد كيف يتفكر في الموت ليجتلب به قصر الأمل، أن يبدأ فيذكر فجأة الموت من غير مؤامرة، وأن لا سبب له ولا وقت معلوم فيأمن دونه، كالعمر والوقت والعلة.

م يتفكر في كرب الموت وسكراته ونزعه، وما أصاب منه آنبياء الله صلوات الله عليهم وأحباؤه.

والنظر إلى ملك الموت ومن معه من رسل ربه عز وجل، واستماع إحدى البشريين عند موته، والاعتبار بمن مضى قبله بذكر موتهم ومصرعهم.

(1) سورة مريم، الآية: 98.

(2) سورة طه، الآية: 128.

(3) في ط، الوضاءة.

(4) انظر الخطبة كاملة في ترجمة الصديق في "سير السلف" للحافظ إسماعيل الأصبهاني..

148

Página 147