140

============================================================

بلغ ها إلى الحلقوم، فعند ذلك تنقطع المعرفة عن الدنيا وأهلها، ويزول عنه قبول التوبة، حين تحضره الحسرة والندامة.

و كذلك يروى عن النبي عاله ، أنه قال: "تقبل توبته ما لم يغرغر" (1) .

وقال مجاهد في قوله عز وجل وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت) (2) قال : إذا عاين الرسل، فعند ذلك تبدو له صفحة وجه ملك الموت.

فلا تسأل عن طعم مرارة الموت وكربه، حين تبالغ فيه الكرب، واجتمعت السكرات.

ويبين ذلك ما روى جابر بن عبد الله عن النبي الله ، في بعض الحديت: " أن نفرا من بني إسرائيل مروا بمقبرة، فقال بعضهم لبعض : لو دعوتم الله عز وجل أن خرج لكم من هذه المقبرة ميتأ تسألونه، فدعوا الله عز وجل، فإذا هم برجل خلاسي بين عينيه اثر السجود، قد خرج من قبرمن تلك القبور ، فقال : يا قوم ماذا أردتم مني؟ لقد ذقت الموت منذ خمسين عاما ما سكنت مرارة الموت من قلبي "(3) .

وروى مكحول عن النبي ه أنه قال : "لو ان ألم شعرة من شعر الميت وضع على أهل السموات والأرض لماتوا" لأن في كل شعرة الموت ، ولا يقع الموت بشيء إلا مات.

ويروى: لو آن قطرة من آلم الموت وضعت على جبال الدنيا كلها لذابت" .

وقد يروى ان الله عز وجل قال لابراهيم علله ، لما مات: "يا خليلي مت، يا (1) اخرجه : الترمذي في سننه، الباب 98 من كتاب الدعوات، وابن ماجه في سننه، الباب30 من كتاب الزهد . ومالك في الموطأ، الحديث الثاني من كتاب الحدود . والإمام احمد بن حنبل في المسند .174/6،4253 ،153 ،1322 (2) سورة النساء، الآية: 18.

(3) اخرجه الأمام احمد بن حنبل في الزهد، 16، 17.

140

Página 139