120

============================================================

ها يعرض للعبد في صلاته من حديه النفس وغيره(1) : وقد يقطع العمل خشية سوء الظن وإشفاقا فيما يرى عليهم، فقد خدعته نفسه تستريح، وقد آساء بهم الظن.

وقد يكون في الفرض خلف الإمام أو يصلي وحده، فيقرأ الإمام وهو يتفكر في غير ما يقرأ الإمام من أمر الآخرة، فقد ترك ما هو أولى به، وأفضل له أن يفهم ما يقرا إمامه أو يقرا ما يقرؤه هو وحده، وقد عد ذلك عامر بن عبد فيس رحمه الله من الوساوس ، إذا تفكر في أمر الآخرة في الصلاة في غير ما هو فيه من الصلاة.

وقد يدع العمل وهو نشط لايرى منه نفسه قترة ولا ضعفا، فتدعوه نفسه إلى الترك وتقول: المداومة على القليل أفضل ، فذلك خدعة من النفس ، وسكون إلى الراحة، فليغنم ما عرض له من البر كما جاء الحديث .

إذا فتح الله لك بابا من الخير ، فانتهزه، فإنك لاتدري متى يغلق عنك" (2) .

الا أن يجد من نفسه ضعفا ، فإن تركه كراهة الفترة ورجاء المداومة فهو حينئذ افضل ، وكذلك جاء الحديث عن النبي عله: إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل، ما داوم عليه صاحبه وإن قال" (3) . وقال داود عليه السلام: (1) العنوان سقط من ط (2) أخرجه: إبن المبارك في الزهد 38، والإمام أحمد في الزهد 394 .

(3) أخرجه : البخاري في صحيحه، الباب 43 من كتاب اللباس . بلفظ : " أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل".

وأخرجه الترمذي في سننه، الباب 73 من كتاب الأدب. والبخاري في صحيحه، الباب 52 من كتاب الصوم، ولفظه: " كان أحب العمل إلى رسول الله ل ما ديم عليه" .

وأخرجه إبن ماجه في سننه، الباب 140 من كتاب الاقامة، والباب 28 من كتاب الزهد ، ومالك في الموطأ، الحديث 90 من كتاب السفر. والإمام أحمد في المسند 113/6، 176، بلفظ 120

Página 119